قال الشيخ أبو اليزيد سلامة، الباحث الشرعي بالأزهر الشريف، إنه لا يوجد تناقض في القرآن الكريم وكذلك السنة النبوية المطهرة.
واستدل “سلامة”، في البث المباشر للأزهر الشريف، بما روي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ ذُخْرًا بَلْهَ مَا أُطْلِعْتُمْ عَلَيْهِ»، ثُمَّ قَرَأَ «فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ».
ونوه بأن هذا الحديث لا تناقض بينه وبين نصوص وصف الجنة وبيان تفاصيلها وكذلك رؤية النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- للجنة.
وأشار إلى أن هناك سؤالا نطرحه قبل الإجابة: هل الجنة التي دخلها آدم عليه السلام، هي الجنة التي سندخلها يوم القيامة؟ منوها بأن جمهور المفسرين يرون أنها نفس الجنة التي سندخلها، وهناك من يرون أنها بمعنى الحديقة وبذلك تكون غير الجنة التي سندخلها في السماء.
وأوضح أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الكريم رأى الجنة، ونوفق بينها وبين الحديث السابق، بأن النبي لم يطلع على كل نعيم الجنة، وكذلك سيدنا آدم والسيدة حواء، فهم اطلعوا على جزء منها فقط.
وتابع: نعيم أهل الجنة كبير، حتى أن أقل الناس منزلة في الجنة، هو الذي يقول له الله “أما ترضى مثل أعز ملوك الدنيا وعشر أمثالها”.
واستشهد بما روي عَن المُغِيرَةِ بْن شُعْبَة -رضي الله عنه- عنْ رسُولِ اللَّهِ ﷺ قَالَ: سأَل مُوسَى ﷺ ربَّهُ، ما أَدْنَى أَهْلِ الْجنَّةِ مَنْزلَةً؟ قَالَ: هُو رَجُلٌ يجِيءُ بعْدَ مَا أُدْخِل أَهْلُ الْجنَّةِ الْجَنَّةَ، فَيُقَالُ لَهُ: ادْخِلِ الْجنَّة. فَيقُولُ: أَيْ رَبِّ كَيْفَ وقَدْ نَزَل النَّاسُ منَازِلَهُمْ، وأَخَذُوا أَخَذاتِهِم؟ فَيُقَالُ لهُ: أَتَرضي أَنْ يكُونَ لَكَ مِثْلُ مُلْكِ مَلِكٍ مِنْ مُلُوكِ الدُّنْيا؟ فَيقُولُ: رضِيتُ ربِّ، فَيقُولُ: لَكَ ذَلِكَ ومِثْلُهُ ومِثْلُهُ ومِثْلُهُ ومِثْلُهُ، فَيقُولُ في الْخَامِسَةِ: رضِيتُ ربِّ، فَيَقُولُ: هَذَا لَكَ وعشَرةُ أَمْثَالِهِ، ولَكَ مَا اشْتَهَتْ نَفْسُكَ، ولَذَّتْ عَيْنُكَ. فَيَقُولُ: رضِيتُ ربِّ، قَالَ: ربِّ فَأَعْلاَهُمْ منْزِلَةً؟ قالَ: أُولَئِك الَّذِينَ أَردْتُ، غَرسْتُ كَرامتَهُمْ بِيدِي وخَتَمْتُ علَيْهَا، فَلَمْ تَر عيْنُ، ولَمْ تَسْمعْ أُذُنٌ، ولَمْ يخْطُرْ عَلَى قَلْبِ بشَرٍ رواهُ مُسْلم.
