نعي مجلس الوزراء، برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، المهندس حسب الله الكفراوي، وزير التعمير والإسكان الأسبق، ونقيب المهندسين الأسبق، والذى وافته المنية اليوم.
ويؤكد مجلس الوزراء، أننا فقدنا اليوم واحدا من أعلام ورموز الهندسة المدنية بمصر، والذى كان يُعد قامة كبيرة في قطاع البناء والعمران، قدم للوطن خدمات جليلة أثناء توليه المسئولية في مواقع العمل المختلفة، واستحق بجدارة لقب “شيخ المهندسين المصريين”.
ويتوجه مجلس الوزراء لأسرة الفقيد الراحل بأخلص التعازى القلبية، داعين الله أن يتغمّده بواسع مغفرته ورحمته، وأن يُلهم ذويه الصبر والسلوان، كما يتوجه المجلس لنقابة المهندسين بخالص التعازى والمواساة، حيث كان الراحل الكريم دوما داعما لها وكرّس حياته لخدمة قضاياها.
وُلد الراحل الذي طالما اشتهر بـ«أبوالمدن الجديدة»، في 22 نوفمبر 1930 في كفر سعد بمحافظة دمياط، في عام 1943، وحصل على التعليم الجيد منذ نعومة أظافره حيث نال الشهادة الابتدائية من مدرسة فارسكور الابتدائية، وحصل على بكالوريوس الهندسة قسم هندسة مدنية كلية الهندسة جامعة الإسكندرية عام 1950.
وهو سياسي ووزير أسبق للإسكان والتعمير والمجتمعات الجديدة، والمحافظ الأسبق لمحافظة دمياط 1976-1977، كما تقلّد العديد من المناصب مثل عضو بمجلس إدارة ومدير مشروعات وزارة الكهرباء 1967-1973، نائب رئيس الجهاز التنفيذي لمشروعات تعمير منطقة القناة 1974-1975، رئيس الجهاز التنفيذي لمشروعات تعمير القناة 1975-1976، نائب وزير شؤون التعمير برئاسة مجلس الوزراء.
كما تولى «الكفراوي» عدة مناصب مثل حصوله على منصب وزير التعمير والإسكان 1977-1978 ووزير التعمير والمجتمعات الجديدة 1978-1980 ووزير الزراعة واستصلاح الأراضي 1980-1984، وزير التعمير والمجتمعات الجديدة والإسكان واستصلاح الأراضي 1984-1986، وزير التعمير والمجتمعات الجديدة والإسكان والمرافق منذ 1986، وانتخب نقيبا للمهندسين عام 1991.
ولـ «الكفراوي» الراحل العديد من الإنجازات التي تركها كبصمة تُخلد ذكراه لسنوات مديدة ومنها التالي:
– مشاركته في الأعمال التمهيدية لبناء السد العالي 1957-1964.
– هو من بدأ في إنشاء ميناء دمياط الجديدة وافتتحها رسمياً يوم 26 يوليو عام 1986.
– بدأ في إنشاء ميناء الدخيلة كما نشّط الجمعيات التعاونية للإسكان.
– أسس حينما كان وزيرًا بنكا للإسكان والتعمير في عام 1978 بهدف تمويل مشروعات بناء الوحدات السكنية للشباب، وأثمر بناء مليوني وحدة سكنية لمحدودي الدخل.
والأسباب وراء تسميته بـ«أبوالمدن الجديدة» هو تركيزه على بناء المدن حيث أنشأ 15 مدينة جديدة مثل السادات والعاشر من رمضان و15 مايو و6 أكتوبر بمجتمعاتها الصناعية والعمرانية المتطورة، كما أقام 920 مصنعاً بدأ إنتاجها في هذه المدن، وأنشأ مدينة دمياط الجديدة بعمائرها ومرافقها الحديثة ومنطقتها الصناعية.
ونال الأوسمة على جهوده في التعمير والإنشاء، وحصل «الكفراوي» على وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى، ووسام بطولة العمل من الاتحاد السوفيتي، ووسام الجمهورية من الطبقة الأولى، ووسام الاستحقاق الفرنسي من الطبقة الأولى.
يذكر أن الدكتور والسياسي أسامة الغزالي حرب، تحدث عنه بشكل مُطول في عام 2013، مُعرفًا الراحل في بداية كلماته ويقول: «هو قد تولي وزارة التعمير لمدة ستة عشر عاما متوالية، ووضع بصمته القوية على العديد من المشروعات العمرانية في مصر، وهو بحق أبوالمدن الجديدة أو المجتمعات العمرانية في 6 أكتوبر والعاشر من رمضان والسادات ودمياط الجديدة».
ويعود يسلط الضوء على دوافع «الكفراوي» في الاهتمام بتعمير القرى السياحية على شريط الساحل الشمالي، ليكشف رؤيته ووجهة نظر وزير الإسكان الأسبق: «ذلك الساحل الطويل كله، والممتد من الإسكندرية حتي مطروح، وحتي منتصف السبعينيات، كان مجرد منطقة قاحلة يسكنها البدو من رعاة الأغنام، ولم يكن هناك طريق وإنما مدق قديم من أيام الحرب العالمية الثانية، فضلا عن شريط لسكة حديد يمر عليه القطار الذي ينقل المياه أسبوعيا إلى مطروح».
وحسب كلمات السياسي «حرب» فإنه اهتم «بإنشاء مصنع أسمنت العامرية، أما الشاطئ فبدأ تعميره بإنشاء القرى السياحية، ومراقيا ثم مارابيلا ثم مارينا… إلخ».
