نجدي حافظ.. أستاذ السينما الراقية في زمن «الفن الجميل»
لم يكن المخرج الكبير نجدي حافظ أحد المخرجين الكبار في زمن الفن الجميل فقط، لكنه كان أحد أعمدة السينما المصرية بعدما صنع تاريخاً كبيراً من الأعمال الرائدة وقدم أفلاماً خالدة لن تنساها ذاكرة السينما المصرية والعربية.
أخرج نجدي حافظ الكثير من الأعمال السينمائية لكبار نجوم الفن في العالم العربي لذلك يعتبر من المخرجين الاستثنائيين بعدما استطاع الحفاظ على مكانته الفنية ونجاحه على مدار مشواره الطويل الذي بدأ في ستينيات القرن الماضي وامتد حتى نهاية التسعينيات.
لم يدخل المخرج الراحل الوسط الفني من أجل الحصول على مكاسب مالية لكنه كان يمتلك حس فني وأدبي وخبرة فلسفية فقد كان قارئاً جيداً للأدب وعاشق للفن السابع لذلك كان صاحب علامات سينمائية مميزة وفارقة استطاع تقديمها من خلال إدراكه لأهمية مساندة الأجيال الجديدة حتى تتواصل المسيرة الفنية.
اختار “نجدي حافظ” لنفسه طريقًا خاصاً به منذ أن بزغ نجمه كمخرج له وجود واستقلالية، واستطاع تقديم أكثر من خمسين فيلماً سينمائياً، منها أعمالاً كوميدية لاتزال عالقة في الأذهان وأصبحت فيما بعد مقياساً لمدى جودة الأعمال الكوميدية الراقية مثل فيلم “مطاردة غرامية” للنجوم الكبار فؤاد المهندس وشويكار وعبدالمنعم مدبولي وحسن مصطفى، وفيلم “الجريمة الضاحكة” للنجوم أحمد مظهر وسعاد حسني وعبدالمنعم ومحمد رضا وميمي شكيب.
لم يكتف المخرج الكبير الراحل نجدي حافظ بالكوميديا بل قدم سينما تناقش هموم المجتمع المصري مثل فيلمه الرائع “سنوات الخطر” الذي قدمه في عام 1985 من تأليف وسيناريو الدكتورة “ضحى محمد علي” وبطولة شويكار وجميل راتب وهشام سليم وسماح أنور وناقش من خلال هذا العمل مستقبل الأبناء في ظل انشغال الآباء عنهم.
قدم “حافظ” أعمالاً أرّخت لفترات مهمة في تاريخ الوطن ورصدت شوارع مصر وحالاتها الاجتماعية والسياسية من خلال أفلام اعتبرها النقاد أرشيفاً مهما للسينما المصرية مثل فيلم “أريد حباً وحناناً” من تأليف الدكتورة “ضحى محمد علي” وبطولة النجوم ميرفت أمين وعادل أدهم وفريد شوقي والذي ناقش من خلاله سطوة وسيطرة المال على الحب والعلاقات الإنسانية في المجتمع المصري.
ناقش “حافظ” الفارق بين “التحرر” و”الانحلال” في المجتمع المصري في بداية سبعينيات القرن الماضي عبر فيلمه الشهير “الأحضان الدافئة” الذي قامت ببطولته زبيدة ثروت وسمير صبري وأحمد رمزي وعماد حمدي وسمير غانم.
للمخرج الكبير أعمالاً سينمائية كثيرة منها “حياة عازب” من تأليف الدكتور أحمد هيكل، وفيلم “جدعان الحلمية” و”الرجالة في خطر” و”الراقصة والحانوتي” و”الجواز للجدعان” و”خلف أسوار الجامعة” و”الأحضان الدافئة” و”النصابين الخمسة” و”شباب في محنة” و”زواج بالإكراه” و”الحسناء واللص” و”جسر الأشرار” و”إجازة بالعافية” وغيرها من الأعمال المهمة.
ولد “نجدي حافظ” في الحادي والعشرين من أغسطس عام 1929 ورحل عن عالمنا في السادس عشر من أبريل في عام ألفين وسبعة.
