Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
على مسئوليتى

إيمان حافظ تكتب: أبناؤنا وهويتنا المصرية

لا ينكر أحد إطلاقاً أن الطفل المصرى يمتلك إمكانيات جبارة وطاقات هائلة تفوق الخيال ويمتلك ذهن رائع ولا ينكر أحداً أيضاً أن شبابنا قادرون باستمرار على تقديم إبداعات ثقافية وعلمية رغم وجود كم كبير من المتناقضات التى تحيط بهم إلا أن جيناتهم المصرية تحمل الكثير والكثير دائماً.

هؤلاء الشباب والأجيال الصغيرة يمتلكون فى الوقت الراهن خبرات وثقافات قد يتخطون بها أبائهم وأمهاتهم وأجدادهم فى بعض الأحيان نظراً للتكنولوجيا التى يجيدون التعامل معها لكن للأسف قد تصبح هذه التكنولوجيا نقمة عليهم وعلينا إذا لم التعامل معها بالشكل الصحيح.

فالانترنت أصبح مصدراً أساسياً لمعلومات هذه الأجيال الشابة وهذا فى حد ذاته سلاح ذو حدين أحدهما إيجابى والآخر سلبى، فتلك النافذة الصغيرة تجعلهم يكتسبون خبرات كثيرة ويتمكنون من إجادة بعض اللغات ويقرأون آلاف الكتب العلمية التى يصعب عليهم اقتنائها.

لكن هناك سلبيات كثيرة يجب الانتباه إليها ولعل أقل هذه السلبيات هى أن الجلوس طويلاً والتعامل باستمرار مع الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعى تجعل أبنائنا يبعدون عن هويتهم المصرية الأصلية ويسافرون بعيداً عن الواقع الذى نحياه ليعيشون فى برج عاجى ملئ بأحلام اليقظة التى من الممكن أن يحققوها بسهولة إذا أرادوا لكن إشكالية التعامل مع هذه التكنولوجيا بشكل خاطئ تجعلههم قد يصطدمون فجأة بالواقع وهو ما يسبب لهم إحباط شديد تكون تبعاته خطيرة.

من الطبيعى جداً أنه وسط كل هذا الزخم المعلوماتى قد ينسى أبناؤنا هويتهم المصرية الأصيلة ويصبحون مجرد أشباه ومقلدين للغرب دون وعى أو تفكير رغم أن الحضارة المصرية هى أصل كل العلوم وهى منبع حضارات العالم لكن للأسف قطاع عريض من شبابنا وأبنائنا لا يعلم ذلك.

أغلب أبنائنا أصبح مصاباً بالإحباط الشديد بسبب عدم معايشته للواقع مما جعله ينظر للغرب على أنهم يعيشون فى جنة ونعيم دون أية منغصات وينظر للداخل على اعتبار أننا نعيش حياة صعبة مليئة بالمشقات والمتاعب ولا توجد بها أى مميزات وهذا خطأ كبير يجب أن تنتبه له كل الأسر المصرية فلكل مجتمع مميزاته وعيوبه ويجب أن يكون لدينا إصرار شديد على إصلاح أخطاء مجتمعنا إن وجدت وهذا دور كل مصرى ومصرية.

أغلب أبنائنا لا يعلمون مدى المعاناة التى عاشتها مصر خلال السبعين عاماً الماضية حيث مرت الدولة بمنعطفات خطيرة تسببت فى إجهادها بدءً من الأحداث المصاحبة لثورة 23 يوليو مروراً بالعدون الثلاثى وحرب الاستنزاف وحرب 73 وصولاً لثورة يناير 2011 وحتى تم الإصلاح فى 30 يونيو2013.

لكن خلال السنوات القليلة الماضية أصبحنا نلمس مدى التطور والتغير الذى طرأ على الحالة المصرية لا سيما أن القيادة السياسية استطاعت أن تتحرك للأمام لتعمل وتبنى على الكثير من الأصعدة المختلفة مما يجعلنا متفائلين بغدٍ مشرق لنا وللأجيال المقبلة.

وحتى تكتمل الصورة المبهجة لبلدنا يجب علينا الاهتمام بأبنائنا من خلال توعيتهم وتثقيفهم بحضارة بلدهم والتأكيد على عاداتنا وتقاليدنا وهو ما نحن حريصين عليه فى مدارس “القادة” للغات حيث تم الاتفاق مع الدكتور وسيم السيسى لتقديم محاضرات لمعلمى وطلبة المدرسة لتعريفهم بحضارة بلديهم وكى يعلموا أن الحضارة المصرية هى أقدم الحضارات وأعظمها على الإطلاق حتى لا ينجرف أبناءنا وراء الانبهار بالحضارات الغربية تاركين تاريخ بلدنا العظيم.

* بقلم: إيمان حافظ ــ مدير عام مدارس “القادة” للغات

زر الذهاب إلى الأعلى