Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
على مسئوليتى

إيمان حافظ تكتب: الأسباب الحقيقية للجرائم الأخلاقية في «فيرمونت وتيك توك»

المجتمعات هى منظومات اجتماعية اقتصادية لها ثقافتها الخاصة بها
بدأت من المنظومة القبلية حتى انتهت بالدولة
ولكن وبنفس المنطق البشرى فالقوة هى السبب الرئيسى فى القيادة إما اختياريًا أو قسريًا ولا مجال هنا للحديث عن الأدوات التى تستخدم للسيطرة منذ أول شكل للتجمع الإنسانى الذى يبدأ من الأسرة لينتهى بالدولة
نعم قصدت أن أكتب هذا الكلام المرسل
لسبب بسيط أن كل التحضر المزعوم والتفوق البشرى فى السيطرة على المحيط
لم يتغير برغم اختلافات النظم الاقتصادية

ما أكتبه هو ليس تعليقًا فقط واقعة فيرمونت التى مر عليها سنوات وليس على أدوات مستحدثة فى عالم الإنترنت كبرنامج التيك توك الذى ينشر الفساد كما ينشر التفاهة والسفه اللا شىء من أجل اللاشىء

وإنما هى صرخة مكتومة فى الروح تخشى أن  تستغيث فى عالم الصم والصمت
وكيف نستغيث وحراس أباطرة منظومة الفساد ينتشرون على مسافات لا مقياس لها حدودها أبعد من مرمى أنظارنا
أقوى من بصيرتنا
أقسى من مرارة الحدث
أقسى من هذا التجريف القاسى لإنسانيتنا

والسؤال الجدلى هنا
من وأد الحياة ؟ فيمَن ؟

إن منظومة المجتمع الفاسد لا تأتى
إلا بالتدنى الإنسانى حيث يتم استباحة الآخر
على كل المستويات
إنها الغابة الإنسانية
حيث البقاء للأقوى
الذى امتلك قسرًا وقهرًا كل شىء
حتى الإنسان الذى روًّده ليتحول إلى أداة تدمير للآخر
نعم هذه هى بداية التدمير الذاتى
ليس لهذه المرحلة معايير ضابطة
نعم لقد وصلنا لأسوأ مراحل الفساد الإنسانى
إنها  تلك المرحلة التى نتعامل فيها مع بعضنا الآخر بمنطق السلعة
((( لأعلى سعر )))


من يستطع أن يمتلك من
أن يسيطر عليه
الأدوات متعددة
والذى يحكم المنظومة هو من تسبب فى اختلال النظم المجتمعية على مستوى كوكبنا الأرض
فهناك دوما فى كل مرحلة تاريخية
قوى عظمى تتحكم لتسيطر حتى توئد الحياة وتتداعى وتتدمر فيها كل قيمة إنسانية فلا عدالة اجتماعية
لا هوية ولا روح
وتبدأ دوامة متاهات تتداخل وتتشابك
ليبدأ  الحصاد القاسى للإنسان
لكل ما فيه من خير و جمال
الإنسان الذى تم اغتصاب الإنسانية  والحياة فيه
تسارعت المتاهات وتاهت الحدود بين الحق والباطل
لا تمييز بين المحرمات الدينية و الأخلاق بل فقط شرائح مجتمعية أصبحت تقتات على استنزاف الإنسان  إلى أبعد  الحدود

تاهت المعايير الإنسانية والأخلاقية والدينية و دخلت مصنع الفساد لإعادة إنتاجها مرة أخرى فى شكل إنسان قابل لإعادة  التصنيع والتشكيل كما تحتاجه المنظومة العالمية الجديدة
لست متشائمة ولست خيالية فحين نقرأ التاريخ
نرى أنه  عند كل مرحلة انحدار  إنسانى لابد وأن يأتى طوفان
أيا كان شكله فهو يأتى مباغتًا مدمرًا
ولكن هؤلاء المتكبرون تناسوا وتمادوا
بفعل تجريف الأطماع  البشرية لروح الإنسان فيهم

نعم تمادوا و تناسوا أن الإنسان بالمعنى الحقيقى
الذى خلق لأجله هو معنى الخير والسلام
تناسوا أنه حين يأذن الرحمن سيشرق هذا الفجر الفجر الجديد
ويبقى الأمل عند أهل  الأمل  والإيمان
ويبقى الأمل عند المخلوقات الطاهرة
التى لم يحصدها طوفان الشر الإنسانى

زر الذهاب إلى الأعلى