Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
على مسئوليتى

إيمان حافظ تكتب: عندما نزرع المحبة في أبنائنا

وتعلمنا فى صغرنا

فى بيوتنا

فى مدارسنا

أن مشاعر الحب لا تكون إلا بالمحبة

ولم نتعلم أن المحبة مشاعر تسكننا

بل تربينا أننا نحن المسئولون عن الوصول لكنز المحبة

وكأطفال لم نعِ معنى الوصول إلى المحبة

فلقد كانت أبواب الحب كالتابوهات المحرمة

أما أبواب المحبة

فإنها كلها لنا

ولكن أى شروط كانوا يقصدونها

أحقا شروط المحبة هى اللاشروط

نعم إن المحبة تجمعنا فى واحة خضراء

فيها السلام والأمان

ولكن طريقها محفوف بالمخاطر

وطوبى لمن يتبصر السلام قبل أن يشعل نيران الحرب

 

وأبقى …

لا أذكر أى حالة تنمر مررنا بها فى صغرنا

لا أذكر أى مشاغبات

لا أذكر حتى المواقف العبثية التى كان الآخرون يشعلون بها النيران

وكان بيننا

لا أذكر إلا وسيدة بسيطة أنيقة هادئة فى العلم والشكل والجوهر

تركتنا فى اختبار اللغة العربية  فى المرحلة الثانوية بدون أى مراقب

وحين عادت

سألناها لماذا تركتينا وحدنا فى الامتحان

وبداخلنا تساؤلات تصل إلى عنان السماء

هل نخاف أى عقاب مجهول السبب ؟

هل علينا أن نبرر ما لم نفعله ؟

وفى خضم الأمواج والرياح العاتية تتلاعب بوجداننا وأرواحنا وإنسانيتنا

سمعنا نبرة صوتها الهادئة

سمعنا درس العمر بعد أن عايشته معنا فى موقف من الحياة

قالت فى هدوئها المعتاد وثبات خطواتها كملكة فرعونية وهى تتحرك نحو مكتبها فى الفصل

(ما يولد بالخوف يقتل بالاطمئنان )

نعم لم أنسَ حتى الآن وقد مرت السنوات الطويلة لم أنسَ المشهد وكأنه شريط فيلم سينمائى أظل أعيده فى عقلى ذكرى راسخة وكأننا فى كل مرة نواجه فيها جائحتنا لا نرى إلا هذا الإنسان فينا يخوض على  مسرح تجربة الحياة

وامتلكنا حريتنا على حاسبة العمر وورقة ميلاد

ولكننا لم نلتقِ بمن يأخذنا إلى أنفسنا

تحملنا أمواج الحياة بهدوئها وجنونها

وتتعالى الرباعيات كإكسير حياة

وأسمع همس كلمات من روحى تتردد فى سلام مرة أخرى

ونعاند كلنا فينا أن نموت أحياء

أن نعيش جسدًا نابضًا بلا روح

گآلات عزف سيمفونية العمر

وتبقى كلمة يوسف بك وهبى

وما الدنيا إلا مسرح كبير

تمر السنوات ويبقى للتاريخ أنبياؤه ورسله

ويبقى للتاريخ أجيال

ولكننا تعلمنا

نحن أنهار الحب

والحب عطاء

والعطاء هو شعور بالآخر

علمونا أن المحبة

هى السكينة التى تعزف ألحانًا لأغنية الحياة

وأجادوا وكأن لديهم قانونًا خاصًا للإنسانية

حتى رسمت بحروف من نور هذه اللوحة

التى كانت ينبوعًا من أنهار تروى أى عطش فينا للحياة

والإنسان

فاستفيقوا يا أصحاب المنابر

لقد شبنا لما نشبنا عليه

وستبقى الأجيال هكذا

نحن من نزرع أشواكنا فى فلذات أكبادنا

ابنك لما تربى عليه

وما تربى عليه ليس توجيهاتنا

وإنما أفعالنا العادية البسيطة

إنها خير معلم

نعم نحن أول قاعة درس فى الحياة لأولادنا كما كان أهالينا لنا

ولكن لاتنسوا أن الدوائر تدور وتعود

ونحن من نكون ؟

إننا هذا الإنسان بعيوبنا قبل خيراتنا

بقدرتنا على أن نعيش أصحاء

بإرادتنا التى تتحدى من يقتل فينا الروح ويؤيد العقل قبل الجسد

إنه تحدى الحياة من أجل حياة أفضل

رسالة الله سبحانه وتعالى لنا

أن نعمر الأرض

فكما أن عمارة الأرض تكليف إلهى

فطوبى لمن خصه الله وحده بإعمارها

ومنحه من القدرات ما نعجزعن فهمه فى أحيان كثيرة

ولكننا نمتلك أنفسنا لأننا نمتلك إرادتنا

هكذا أنعم علينا الله سبحانه وتعالى بقدرات لم نختبرها بعد

بل منحنا سبحانه وتعالى إرادة حرة

وهذا هو الاختبار الأصعب

وهذا هو الاختيااااار الإجبارى

وماعداه

فلن نلوم إلا أنفسنا

زر الذهاب إلى الأعلى