Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
على مسئوليتى

إيمان حافظ تكتب عن رقصات «الزار»: لن نقبل أن نكون جسدا فرغوه من العقل

 

كنت أشاهد على شاشة التلفزيون مجموعة من الجميلات
وقد أدهشنى جمالهن المرسوم بإتقان جعلهن جميعا وجوه متكررة

لم استطع ملاحظة تمايزهن ولا التمييز بينهن
كن يتراقصن على أنغام مطرب من مطربين الصف الأول
وفى لمحة أخرى كان هناك شباب يؤدى نفس الحركات
حتى ظننت أن المصور يعيد الكادرات كنوع من اللعب بالألوان والظلال

فلم أكن أصدق أن رقصات دقات الزار (هذه الحالة الهستيرية )
وحدت ملابس البنات ، كما وحدت حركات إيقاعية للجميع لا علاقة لها

بفن الرقص المصرى القديم أو الحديث

هذه الحركات هى كطقوس الصلاة حين تقديم القربان لدى القبائل التى لم تخرج من عصور الظلام والجهل حتى الآن.

حركات هستيرية وكلمات يكرروها بدون وعى
حالة من تغييب الوعى ووأد الهوية المصرية ببراعة
التى قد تحقق فى لحظة نوع من التروما
ومع تكرار الإعلان إنتابتنى حالة أرق و إحساس بالفقدان
فقدان الهوية فقدان التمايز والمميزات

وإليكم شبابنا الواعد يا خير شعوب العالم
إليكم جميعا فتيات و فتيان المستقبل تساؤلات تحيرنى
ما الذى أفقدكم الشعور بقيمة كل إنسان فيكم
من الذى قرر لكم أن رقصات الزار هى القوة
من الذى ألقى بظلال مبهمة على حضارتنا القوية
حتى لا نستمر فى مسيرة التقدم
حق بناء الوطن حق على شباب الوطن قبل شيوخه
أنتم المستقبل
فكيف يكون بناء المستقبل إذا ما استنزفنا من أعمارنا نصفها أو يزيد

فى تفاصيل يومية عادية ، لا ترتقى بقدراتكم العظيمة أنتم الأجيال المعاصرة والقادمة

أنتم الأجيال الواعدة المنوط بها التعلم من أجل بناء الوطن فى كل المجالات

على مر القرون والعصور بقيت مصر صاحبة حضارة تزيد عن خمسين ألف عام

حضارة لاتزال تبهرنا بأسرارها ولا تزال تمنحنا من العلم ما لم يصل إليه علماء العالم المحضر حتى الآن

يا شباب المستقبل الواعد ليس هكذا يصنع المستقبل ،
كيف استبحتم أنفسكم فى هذه المهانة التىً تعامل بها أجدادنا (الذين لم يحصلوا على العلم الكافى )
كيف استبحتم لأنفسكم أن تعيدوا رقصات الزار ودقات الطبول وخرافات استدعاء الجان تلك الأعمال المحرمة التى تغيب عقول أصحاب الأمراض النفسية)

بنو آدم هم هؤلاء البشر خَلق الله،، الذين أورثهم الأرض ليعمروها وليس ليمحوا عقولهم
ومشاعرهم الإنسانية
كيف نستبيح هذه الأمانة الإلهية فى رقصات مجون كالزار بحركات متكررة وكأنها
أوامر للعقل ألا يفكر
كيف استبحتن يا بنات جمالكن وأجسادكن فى رقصات القبائل التى تقدم فيها
أجساد البشر كقرابين
تغيرون ملامحكم بمقاييس واحدة
تفقدون جميعا تميز شخصياتكم وتسارعون فى التجميل عامة أو التجميل الجراحى
بمقاييس كتلك التى يتم بها صنع التماثيل
شكل جميل متكرر
لا تميز
لا رائحة لعطور الأزهار ،الفل والياسمين
تعلنون عن أنفسكم كأجيال قادمة
ولا بصيص من نور يضيئ لنا أي طريق لعلنا نرى باشرة أمل
بالقضاء على هذا التغييب
يا شباب وبنات مصر أم الدنيا أنتم تملكون من العلم والحضارة ما تعودوا بمصر
لمكانتها مرة أخرى
فمصر دوما ملكة متوجة على عرش الدنيا
يا أمل المستقبل الواعد ، ليست هذه هى الحرية
ليست هذه هى الحرية المسئولة وأنما هى الحرية البوهيمية التى تطغى علينا
تدمر أخلاقنا و عادات وتغيب عقولنا
ولكننا أبدا لن نقبل أن نكون جسدا فرغوه من العقل والتفكير والعلم
أنها كلمات ولكنها أجراس إنذار حتى لا تتحول الحرية إلى عبودية
لا أظن أن هذه هى حريتكم هكذا
فليس هكذا نستعد للحاضر ونعمل من أجل المستقبل
يا شباب الحاضر استعدوا للمستقبل
استعدوا للمجد الذى طالما كانت مصر أم الدنيا هى الأساس
فلقد أقام العالم تحضره و حضارته على كل أسس العلم التى أخذوها منا
ومنحونا كل علم مسطح حتى لا نكون أول العالم
وأن كانوا يريدوننا عبيد لعادات سلبية حتى نتوه فى الطريق
فتذكروا أن المصرى هو أصل العلوم وكل الحضارات

كيف تكون هذه الحالات من الفوتوشوب مستمرة
كؤوس من خمر وملذات من طعام يفسد الصحة ورقصات يأتى تحليلها فى علم النفس
أنها تخرج من الجسد الارواح الشريرة
أنها طقوس قبائل عصور الجهل الماضية
فكيف تستمر حالات الرقص التى تشبه رقصات عصور الظلام
و تبقى طقوس تقديم البشر قرابين
إنها حالات يكون الكل فيها مغيبا على إيقاع هذا الزار
تتشابهوا جميعا فى الشكل بل وحتم بعلم جراحات التجميل أشكالكم
فقدت المرأة المصرية مميزات ومقاييس جمالها التى أبهرت ولا تزال المرأة الفرعونية
لا تزال لها هذا النوع من الجمال
تبهر العالم كله بالعلم والنظام والالتزام
لقد استباحوا عوامل تحضرنا واستباحونا
أرواحا ،عقولا واجسادا
يا شباب مصر الذاهب إلى طريق يستنذف الإنسان فينا
أفلم تنظروا إلى جوهركم وروحكم القوية وعزيمتكم الجبارة أفلا تتبصرون
يا شباب مصر الواعد
لا تفسدوا كل جميل فيكم فلكم من العالم كله هذا التاريخ والتمايز الفسيولوجى
والعقلى والوجدانى
لديكم عقولكم ومواهبكم وقدراتكم الواعدة
كيف قبلتم أن تفقدوا كل تمايز فيكم أفلا تعلمون أنه
حين يتشابه الجمال يضفى نوره الفاتر على مصر البهية
وتتشابه الأفعال حتى نصل لحالة من المسخ
وكأننا أجيال رسمتها لوحات كرتونية وموسيقى الزار



 

زر الذهاب إلى الأعلى