إيمان حافظ تكتب: قبل الطوفان الإنسانى

قبل الطوفان الإنسانى

هى ليست  قوة الدفع الذاتى

كما أنها ليست قوة طرد مركزية

الميزان بين الرجل والمرأة

المكون الأول الأسرة

أول منظومة أسست مجتمعًا

منها كانت البداية

لتستمر ليوم الدين

قال تعالى (يَا أيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أٔكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)

ومن هنا كانت المسئولية للجميع بدون تمييز

اختلال ميزان  العمل وتوزيع المسئوليات بين البشر كافة

هو الوجه الآخر للااااا عدالة الإنسانية

نعم إنه الوجه الآخر للعدالة الإنسانية المجتمعية الغاااااااائبة

و التى نتج عنها خلل إنسانى فى المنظومة الاجتماعية

هذا التشتيت الذى حجب عنا صحة التواصل الإنسانى

حجب عنا السكينة والرضا

وكأننا نحن من أهدر دماءنا بإرادتنا الحرة الواعية

لم يوزع الله سبحانه وتعالى الأرزاق والقدرات

إلا للتكامل  وليس التنافر

إلا للبناء وإعمار الأرض بالخير

وليس للاستحواذ وتجريف العالم من الإنسانية

لا لم نقرأ عن أى ديانة سماوية استباحت حرمة الإنسان

بل إن النفس البشرية ضعفت مع أول مطمع بشرى

منذ أن قتل قابيل أخاه هابيل

وكان هذا أول درس للإنسانية

الأطماع البشرية.. شيطان يقتل الإنسانية فينا

الأطماع البشرية استباحت حرماتنا

وزرعت جذورًا شيطانية تثمر أجمل الفواكه تسكنها السموم

هذه المسئولية لا تستقيم إلا بميزان العدل لا الظلم

ولايستقيم الميزان إلابوعى كل منا لإمكانياته وطبيعته

ليس ليروضها

وإنما ليعيشها بطبيعته آمنا أن الطرف الآخرسيتكامل معه

وهذا هو الآمان

المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص

فى كل الظروف والأحوال

إنه إكسير الرضا

إننا كالمنظومة الكونية

لا نتكامل

لا نتعايش

لا نتكاتف ونجتهد ونعمل

إلا بتمايزنا واختلافاتنا عن بعضنا البعض

إلا لأننا أضداد مختلفة

إلا لأننا لن نعمر الأرض إلا بتكاملنا والرضا

إلا بتحدى أنانيتنا وقبول تكاملنا

إنها منظومة الإنسان

وهى جزء من منظومة الحياة

من منظومة الكون وسير الأفلاك

منظومة خلقها الله سبحانه وتعالى

وتبقى تسونامى

درس بعمر الأرض والبشرية

عجزت أن تتعلمه البشرية

درس لم ينته بعد

فلم يتم استيعابه

ويبقى الدرس الأصعب

درس عجز  فيه العلم أن يشرح المعادلة

ولكن تبقى أرواح من عطر الجنة تعيش بيننا

فى كل جمال نتأمله ونلقاه حولنا فى الحياة

من بشر وكل مخلوقات الأرض وطبيعتها

تأخذنا إلى حالة من التناغم الداخلى

فيكون القبول والرضا

ويكون التحدى هنا معنى جميل وراقٍ

نتحدى أنفسنا أولًا

قبل أن نتحدى الآخرين

إنه التكامل لا التحدى

بين طرفيه

الرجل والمرأة

الصحبة الطيبة

الاحترام

الالتزام

ليس لدينا  إلا رفاهية المساواة

المساواة مسئولية

والمسئولية توزيع أدوار

أدوارنتكامل بها لنصبح كالبنيان المرصوص

إنه ميزان العدل

الميزان الذى لا يستقيم ويتوازن إلا بتوزيع الأحمال

نعيش مرحلة إنسانية مختلفة

ثم تغيب كل قيمة حياتية ومجتمعية فيها

مرحلة هى اختبار صعب

مرحلة تتطلب أن يكون طرفا أى تعامل متكاملين

متساويين فى الأحمال

مختلفين فى الطباع

والوعى بهذا يجعلهم متكاملين يستطيعان معا

إدارة حياتهما على أى مستوى

لا تهم هنا طبيعة المسئولية

وإنما الأهم أن يقدر كل طرف الآخر

أن يتولى جزءًا من المسئولية .

ولكن الأهم أيضا أنه لابد من تقدير مايقوم به الآخر

حتى وإن كان بسيطًا

بالتكامل الإنسانى  يكون التكامل فى الحياة

لسنا فى حاجة إلى منافسة بين الرجل والمرأة

نحن فى حاجة إلى تكامل بين الجميع

التكامل القائم على التمايز

وقال جل جلاله:( ألَمْ تَرَ أنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أٔجَلٍ مُسَمّىً وَأنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ) [لقمان:29].

قال تعالى:( ألَمْ تَرَ أنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوُابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ)  [الحج:18]

نعم إننا جزء من هذه المنظومة الكونية

فإما أن نتكامل لتكتمل الحياة  بإذن الرحمن أو نتصارع

ولكن فى هذه الحالة لن تتوقف الحياة وتنهار المنظومة

إنما الذى سينهار هو الإنسان

نحن لانريد تسونامى آخر

فتسونامى هنا هو المعنى قبل الحدث

هو كل كارثة أرضية

كل كارثة كونية

و ما كل هذا إلا أجراس إنذار

وعلى رأى جداتنا زمان

(((عقلك فى راسك تعرف خلاصك )))

اسع إلى الخير وكل جميل

لنجاهد أنفسنا

وندعو الله سبحانه وتعالى أن يبصرنا

نعم الوجدان الإنسانى هو نتاج العقل والروح

فلنخاطبه فينا أولا

آملين أن ننير أى ظلمة تسكننا

نعم أيها الإنسان الجأ إلى الله بقلبك

وتحصن بالدين والعلم

نعم أيها الإنسان

لا تنتظر الطوفان