Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
على مسئوليتى

زياد الصغير يكتب:  الإنسانية المفقودة ( 2 )

قالت عالمة الأنثروبولوجيا مارجريت ميد ذات مرة عما تعتبره أول علامة على الحضارة الإنسانية.توقع الحضور أن تتحدث عالمة الأنثروبولوجيا عن الفؤوس أو الأواني الفخارية أو الأحجار أو المباني و المشغولات و المعابد و المصنوعات و الآلات الحربية.لكن فاجأتهم و قالت إن أول علامة على الحضارة هي إثبات وجود شخص شفي من كسر في عظم أعاقه عن الحركة.في مملكة الغاب إذا كسرت ساقك،تموت. لا يمكنك الهروب من الخطر،أو الذهاب إلى النهر لشرب الماء،أو الصيد لإطعامك. بل تصبح لحمًا طازجًا للحيوانات الأخري. لا ينجو أي حيوان من ساقه المكسورة لفترة كافية لشفاء العظم. إن كسر عظم الفخذ الذي تم شفاؤه دليل على أن شخصًا ما قضى وقتًه في البقاء مع الشخص الذي كُسِر وجَبَره، ووضع الشخص في مكان آمن و اعتني به حتى تعافى.

الإنسانية هي مقياس الحضارة و بدونها لا توجد أي حضارة أو تقدم،بل علي العكس فبدون الإنسانية ستكون الغلبة للوحشية و سيكون قانون الغاب هو المسيطر و يصبح البقاء للأقوي و الأشرس،و يكون القتل هو القيمة الحقيقية للمجتمع،علي عكس الإنسانية،فهي البقاء للأصلح و ليس للأقوي،القوة بلا عقل لا تساوي شيء،هل يستطيع إنسان أن يتقاتل متجرداً من السلاح مع فيل؟..الغلبة هنا للأقوي،للفيل،و لكن برصاصة صغيرة يمكن التغلب علي الفيل،إذن الغلبة للعقل و الفكر،لكن هل الغلبة للعقلية المجرمة؟..كلا لأن العقلية المجرمة لا تريد الحضارة و لا التقدم بل تريد السيطرة فقط.الحضارة هي تكاتف المجتمع كله للوصول إلي رفاهية جمعاء تنعكس علي جميع أفراده.

الحضارة هي الحب،الحضارة هي الإنسانية و حين يفقد الإنسان إنسانيته،يفني الجميع.

و للحديث بقية

زر الذهاب إلى الأعلى