Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
على مسئوليتى

محمد صبري يكتب: وبت رنبت نفرت 6263 – نتمنى لكم عنخ ودجا سنب

وبت رنبت نفرت 6263 – نتمنى لكم عنخ ودجا سنب

وبت رنبت نفرت بمعنى عام جديد جميل، عنخ ودجا سنب بمعنى تحيا سليمًا معافى.

بهذه الكلمات نفتتح مقالنا للاحتفال بالسنة المصرية الجديدة 6263 لنسلط الضوء على ذلك التقويم ونكشف بعض الغموض لدى الكثير عنه وأيضًا نكشف العلاقة بين السنوات الزوجية وشدة الفيضان

هناك الكثير من الأمور التي لازالت تحير العديد من المولعين بالحضارة المصرية القديمة ، ومنها معرفتهم التقويم وكيفية حسابه فقد كان علماء مدينة أون (هليوبوليس) -عين شمس حاليًا- هم الذين توصلوا لذلك التقويم عندما كانوا يراقبون السماء لمتابعة المعبود رع -المعبود الرسمي لمدينة أون- فبدأ ذلك التقويم حوالي عام 4242 قبل الميلاد وتلك السنة توافق بداية الوحدة التاريخية الأولى لمصر بالعاصمة أون المقدسة معقل الإله رع.

في الحقيقة أن البداية الحقيقية للاهتمام بالفلك ومعرفة وتحديد التقويم تعود لتاريخ أقدم بكثير من عام  4242  ق.م ؛ لأن التوصل للنتائج والنظريات العلمية يسبقه الكثير والكثير من المحاولات الفاشلة إلى أن نجح علماء أون في الوصول للتقويم الشمسي وهو مدة دوران الأرض حول الشمس في 365 يومًا ثم جرى تعديل في ذلك التقويم وتمت إضافة ربع اليوم لكل سنة وتصبح السنة الشمسية كبيسة كل أربع سنوات (366 يوماً) ؛لاهتمام المصري بالزراعة وأن فيضان النيل سيحدد القادم في الزراعة والقوت لمدة سنة نجح العلماء في ربط السنة بالفيضان  الذي يبدأ من منابع النيل في النصف الثاني من شهر يونيو تقريبًا ثم يصل للأراضي المصرية مع احتراق نجم الشعرى اليمانية (سوبد) في النصف الثاني من شهر يوليو ويصل الفيضان لذروته في النصف الثاني من أغسطس ، ويبدأ انحسار الفيضان مع بداية السنة المصرية القديمة التي توافق يوم 11 من سبتمبر وتبدأ بشهر توت (أحد الشهور في السنة القبطية) وهو محرف من الاسم المصري لهذا الشهر (تحوت) ، وهو الرمز المقدس طائر أبي منجل رمز العلم والمعرفة وهو بالمناسبة شعار جامعة القاهرة.

هناك أقاويل تربط بين السنوات الزوجية وبين شدة الفيضان وكثرته، والحقيقة أننا لا نملك أي دليل مادي علمي على ذلك لأن الفيضان يرتبط بالأمطار التي تحدث في منابع النيل ، وبالتالي تؤثر على منسوب الفيضان ولا نعلم الكثير عن تاريخ الفيضانات في مصر القديمة بشكل واضح لأننا لم نصل لأي شواهد تاريخية عن تاريخ الفيضان إلا ببعض الأشياء مثل مشاريع الري التي أقدم عليها ملوك مصر منذ القدم للاستفادة من مياه الفيضان مثل السد الذي أنشأه الملك خوفو بالقرب من حلوان حاليًا وسد اللاهون للملك إمنمحات الثالث الذي شيده في مدينة الفيوم ؛ ليستفيد من مياه الفيضان لزراعة آلاف الفدادين في الفيوم.

وهناك بعض الحالات التي ناقشت حلول الجفاف نتيجة قلة الفيضان فيه وتأثيره الكبير على مصر، فلنقف عند لوحة المجاعة الموجودة بجزيرة سهيل في أسوان والتي تعود لعصر البطالمة وهي تحكي عن مجاعة حدثت في عهد الملك زوسر استمرت لمدة سبع سنوات بسبب قلة الفيضان ، فما كان من الملك إلا أن أوقف بعض الأملاك لكهنة الإله خنوم –المتحكم في الفيضان حسب الدين المصري قديمًا- ليعود النيل لسابق عهده كريمًا فياضًا.

أما المرة الأخرى التي تم ذكر شيء عن الجفاف في مصر فكان في النص التوراتي والقرآني في قصة سيدنا يوسف عندما ضرب مصر والأراضي المجاورة لها الجفاف، وكانت مصر في مأمن بسبب الرؤيا التي أوٌلها سيدنا يوسف للملك والتي بسببها استعدت مصر بالجهد والعمل لتلك الأيام الشديدة ومرت من الأزمة وكانت سلة غذاء لمن حولها من المناطق المتضررة بفضل الله أولاً ثم السياسة الحكيمة التي اتبعها حكامها.

أما دون ذلك لم يرد ذكر الفيضان وربطه بالسنين مطلقًا في علوم الأجداد التي كلما سمعنا عن شيء خارق نتوقعه ولا نستبعده عنهم ؛ لأن علمهم بحر أزلي لم نخض فيه كما ينبغي ولن نصل لآخره ؛ لأن أرضنا لازالت تحوي الكثير والكثير من الخبايا التي لها القدرة على إلهامنا وإظهار حقيقة غائبة حاضرة أننا كنا عظماء أكثر مما ينبغي من وجهة نظر الحاقدين علينا والناظرين لنا ولإنجازاتنا بإحتقار وتقليل من شأنها ؛ لذلك تجمعوا ليسرقوا منا عظمتنا ويقللون من حضارتنا ويشككون فيها ، ثم رويداً رويداً ينسبون تلك الحضارة العظيمة لأنفسهم بعد أن جردونا من هويتنا وملأوا عقولنا بأكاذيب وشائعات.

كل رنبت وأنتم وجا سنب .

زر الذهاب إلى الأعلى