Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
على مسئوليتى

إيمان حافظ تكتب: نحن أولى بحضارتنا

 

أولادنا والتاريخ

تعلمنا منذ صغرنا أن “من ليس له تاريخ لا مستقبل له”
تعلملنا فى الكتب معنى كلمة الوطن
فليس هناك وطن بلا تاريخ
الوطن ليس حدود تفصلنا عن من حولنا
الوطن هو الأرض و الماء والخير العظيم
خير فى كل مجال
خير يجازى به الله سبحانه وتعالى عباده من المستخلفين فى الأرض
فما أجمل وأعظم أن يكون الوطن هو مصر
مصر سيدة الأرض
مصر أم الدنيا
أساس تاريخ الأوطان
كيف لا وهى أول الحضارات وتبقى رايتها مرفوعة عبر القرون
ينظر إليها العالم نظرة العالم الفاحص الباحث
عن هذا السر الذى جعلها أم الدنيا

ومن هنا يبدأ المأزق
ليس المأزق فى المؤرخين و لا العلماء الباحثين ،عن سر هذه الحضارة
التى لم يسبر أغوارها بشكل كامل حتى الآن

المأزق يأتى من حيث بدأت وكانت و أزدهرت حضارة مصر أم الدنيا
بل أم العلوم والأبحاث والإنجازات التى لم يصل إلى شفرتها أكبر العلماء بعد.
نعم إنها إنجازات غير مسبوقة فى كل المجالات
بل أن هناك مجالات لا تزال تصعب علينا حتى الآن
بالرغم من أن أولاد مصر دائما ما يتفوقون ويتوفقون
إلى إنجازات واكتشافات معجزة
إلا أنه لا سبيل يفتح الطريق

وكيف ذلك وقد ملأنا عقول أولادنا منذ نعومة أظافرهم بحواديت ساذجة عن
الحضارة المصرية القديمة كأحجار وآثار باقية
وتركنا للآخرين العلوم التى منها كان أصل كل العلوم والفنون

نعم هذه هى القضية المحورية
نحن أولى بتاريخنا
نحن أولى بحضارتنا
نحن أولى بمكانتنا
ولا أعرف كيف سلبت منا ولكننى أعرف
أن الطفل المصرى من أذكى العقول على مستوى العالم
فهو يمتلك هذه الجينات الوراثية التى تملك سر هذا النبوغ العقلى

إنها رسالة التعليم يا سادة
إنها رسالة الزمن الآتى على يد أجيال يصنعون ثقافة مستقبل
إنها مسيرة تبدأ من ثقافة وعلم ماضى يعجز الكثير من العلماء
عن اكتشاف تفاصيله حتى الآن
نحن أولى بتاريخنا
بحضارتنا
بعلومنا
نحن أولى بتنمية جينات العبقرية الموروثة من أجدادنا صناع حضارة العالم
نحن أولى بتاريخنا بامكانياتنا بقدراتنا التى تدهش العلماء بل و العالم كله
كفانا من عقول مهاجرة صنعت مجد فى غير الوطن
ولكن كيف يكون ذلك

لا يجوز أن نتلقى أصول علومنا كنوع من أنواع الحكى التاريخى
نحن أصحاب العلم ونحن من نهجَّر أولادنا ليتعلموه وهم مالكيه
لا حق لنا فى وأد المستقبل بقيود الماضى فى التعليم

نعم لا بد من نتعامل مع قدرات أطفالنا بشكل علمى ممنهج
قائم على فلسفة العلم ومنهاجيته (الابستمولوجى )
قائم على البحث والتفكر والإبداع والإنجاز

ولا أقصد بكلامى التاريخ فقط
فالتاريخ لا بد أن يدرس بشكل ممنهج فى الزمن و عملية التطور
أدوات العلم كثيرة ولكن كتبنا لا تزال تتحدث عن أحداث
لا تحمل أو تجيب على هذا التساؤل
كيف كان العلم وكيف بدأ وما هى اأواته ليستمر.
كل العلوم لها تاريخ
لأولادنا صناع المستقبل الحق فى دراسة تعتمد على أدوات البحث والإبتكار والتسلسل الزمنى والعوض العلمى الممنهج الذى يفتح الآفاق للبحث وليس الحفظ
البحث هو مفتاح السر
ومفتاح السر كان معنا
فلنبحث عن كيف نعيده الينا مرة أخرى لنفتح أبواب العلم من بوابة التاريخ

فمن هنا من قلب مصر تكون الحضارات
فى عقول أولادنا جينات العالم العبقرى
هذا العالم الذى لا يزال يعطى من نهر علمه كل الخير

زر الذهاب إلى الأعلى