قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الجمهورية السابق، إنه بعد غروب الشمس وإفطار الصائم تبدأ ليلة وترية هي ليلة السابع والعشرين وهي ليلة القدر عند عموم المسلمين، مشيراً إلى أنها قد تكون في أي ليلة وترية من ليالي العشر الأواخر من رمضان.
وتابع: هذه الليلة من ليالي القدر، وعلينا أن ننتهز هذه الليلة، ليلة هادئة وبها طمئنينة، وفيها معونة وتشعر فيها وكأنك في بحر من الأنوار، ومنها أنها تكون معتدلة في مناخها، وأن الله يمنع الكلاب من النباح والحمير من النهيق.
وبين أن من علامات هذه الليلة أنها تكون ساكنة ولا تخالطها أنكر الأصوات، ونرى الشمس كأنها غائمة، وضوئها خافت وحرارتها خفيفة، ويكون في السماء ما يشبه الغمام الشفاف.
وشدد على أنه يبنغي قراءة القرآن والإكثار من الصلاة، وعمل الخير والصدقات خاصة زكاة الفطر، الابتعاد عن الشحناء والبغضاء وبر الوالدين أحياء وأموات، مبيناً أن البر بالوالدين من الأموات يكون في صلة أصدقائهم، وأن يقوم كل منا بفعل الخير وصلة الأرحام.
علامات ليلة القدر
ومن علامات ليلة القدر الصحيحة أولاً: نزول الملائكة أفواجًا في ليلة القدر، وتكون أكثر من الحصى على الأرض، فقد قال الله تعالى: «تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ»، ورُوِي عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: «وإن الملائكةَ تلك الليلةَ أَكْثَرُ في الأرضِ من عَدَدِ الحَصَى».
علامات ليلة القدر الصحيحة ثانيًا: اعتدال الجوّ فيها؛ فلا يُوصف بالحرارة، أو البرودة؛ حيث رُوِي عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما-: «ليلةُ القدْرِ ليلةٌ سمِحَةٌ، طَلِقَةٌ، لا حارَّةٌ ولا بارِدَةٌ، تُصبِحُ الشمسُ صبيحتَها ضَعيفةً حمْراءَ».
ورد في أمارات ليلة القدر الصحيحة ثالثًا: طلوع الشمس دون شعاع في صباح اليوم التالي لها؛ فقد ورد عن أبيّ بن كعب -رضي الله عنه-: «وآيةُ ذلك أنْ تَطلُعَ الشَّمسُ في صَبيحَتِها مِثلَ الطَّسْتِ، لا شُعاعَ لها، حتى تَرتفِعَ»، ثبت في علامات ليلة القدر النقاء والصفاء في ليلتها؛ فقد رُوي في أثرٍ غريبٍ عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه-: «أمارَةَ ليلةِ القدْرِ أنها صافيةٌ بَلِجَةٌ كأن فيها قمرًا ساطعًا ساكنةٌ ساجيةٌ لا بردَ فيها ولا حرَّ ولا يحِلُّ لكوكبٍ يُرمى به فيها حتى تُصبِحَ، وإن أمارتَها أنَّ الشمسَ صبيحتَها تخرُجُ مستويةً ليس لها شُعاعٌ مثلَ القمرِ ليلةَ البدرِ ولا يحِلُّ للشيطانِ أن يخرُجَ معَها يومَئذٍ».
والعلامة الرابعة من علامات ليلة القدر أن يحدث للإنسان سكون في النفس، خامساً: في ليلة القدر يشعر الشخص بإقبال على الله عز وجل في هذه الليلة، وسابعًا أنه لا ينزل في ليلة القدر النيازك والشهب، وثامنًا: أن يُوفق الشخص فيها بدعاء لم يقله من قبل.
