Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
رمضانورقة وقلم

ما الأمانة التي أبت السماوات والأرض حملها؟ المفتي السابق يجيب

قال الدكتور علي جمعة المفتى السابق، وعضو هيئة كبار العلماء ، ان المقصود بالأمانة التي أبت السموات والأرض حملها وحملها الإنسان، مشيراً إلى أن “قضية الأمانة” التصور الكلى الذى بيّنه الله لنا في هذه القضية {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72) لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} حقيقة لكنها عقيدة وإخبار بالغيب .

قضية الأمانة
وقال جمعة في تفسيره الآيات: {إِنَّا } الله سبحانه وتعالى يتكلم بعظمته وبجلاله بصيغة الجمع، { عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ } فما هى الأمانة؟ ما الذى عرضه الله تعالى على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها؟ قال العلماء في ملخص ما قالوا: هو “التكليف” أفعل ولا تفعل، الاختيار الذى يناط به الحساب يوم القيامة، فالله سبحانه وتعالى يقول: أقم الصلاة، وبعد ذلك يتركني هل سأقيم الصلاة أم لا ؟ اختيار.

وتابع: شأن السماوات والأرض والجبال والنبات والشمس والقمر مثلاً أنها تسبح تسبيح حال لا تسبيح مقال، يعنى هى ليست مخيرة أن تسبح أو لا تسبح {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ } فالسماوات والأرض تسبح ؛ وتسبح قهراً { ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} كلٌ يسبح تسبيح حال لا مقال، حتى قال بعض العارفين : إن جسد الإنسان نفسه كجسد كخلايا يسبح، ولكنه لا يثاب عليه لأن الله قد خلقه هكذا. خلق الله تعالى الكائنات تسبح بحمده .

وأكمل:{وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ} “شَيْءٍ” يدخل فيه كل الموجودات، {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ }الاختيار هو هذه الأمانة التي عُرضت على السماوات والأرض والجبال فقالوا هذا اختبار صعب ولعلنا ننسى، ولعلنا نقصر، ولعل همتنا لا توجد { فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا }قالوا لا نريد اختيار؛ الاختيار هذا معه تشريف، وعدم اختيارهم للأمانة معه تسخير، سخر الله لنا السماوات والأرض والشمس والقمر والنجوم والكواكب والشجر … سخره لنا ، لماذا ؟ { وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} لأن معه العقل معه الاختيار، هو قادر على أن يعبد الله اختيارا، في حين هذه الأشياء – عالم الجماد والحيوان والنبات وسائر الكائنات- تعبد الله اضطرارا، لكن الإنسان يعبده اختيارا، ولذلك {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} ، فمن كفر {إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا} .

وشدد على أن قوله تعالى { وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا } ظلم نفسه لأنه تعرض لشيء غير مضمون، وجهل ما معنى الاختيار، فأحب قضية التشريف {اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ} يعنى أنه مكرم ومشرف لأن فعلا الاختيار يجعله كذلك مكرماً ومشرفا، يعني اختاروا العلو والشرف، لكن مع كل تشريف هناك تكليف، الوجه الاخر للتشريف هو التكليف، ومن هنا قال بعضهم إن الأمانة هى “التكليف”، وطبعا الأمانة هى “الاختيار”، ثم بعد ذلك إما أن يكون هذا الاختيار سلبيا أو يكون إيجابياً، بمعنى أنه يمكن أن تختار الشر، وممكن أن تختار الخير.

زر الذهاب إلى الأعلى