Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
على مسئوليتى

د. محمد بسيونى يكتب: أين المدرس فى منظومة تطوير التعليم؟

يحتل الاهتمام بالتعليم مركز اهتمامات الأسر المصرية وتتزايد المعالجات الإعلامية والصحفية لقضايا التعليم مؤخراً ارتباطاً بمشروعات وبرامج تطوير التعليم الأساسى والجامعى، التى أصبحت محوراً أساسياً فى الخطاب الإعلامى للقيادات السياسية.. وهو ما يفرض على سلطات الدولة ومؤسسات المجتمع المدنى مسئوليات هامة ومتعددة لإنجاح منظومة تطوير التعليم وفق البرنامج الزمنى المعلن، الذى يستغرق ما بين عامين إلى سبع سنوات.. وغنى عن البيان أن العملية التعليمية منذ نشأتها على الأرض وحتى اليوم تعتمد بصفة أساسية على المدرس، فهو أساس العمل التعليمى فى كافة مراحل التعليم من الابتدائى إلى الجامعى وما بعد الجامعى فى دراسات الماجستير والدكتوراه.. والمعلمون هنا ليسوا مجرد أرقام إحصائية ولا موظفين لساعات عمل محدودة وإنما هم بشر بقدرات خاصة تؤهلهم لحمل الرسالة الإنسانية التربوية والتعليمية وأدواتها ونقلها إلى التلاميذ والطلاب بكفاءة تؤدى إلى صياغة وعى ومشاعر وأفكار وأخلاقيات وسلوكيات وطموحات وأحلام أطفالنا وشبابنا بما يتناسب مع ظروف واحتياجات الفرد والمجتمع،

وقد بحثت فى المعلن عن برامج تطوير التعليم -وهى جيدة فى شكلها العام- عن احتياجات وبرامج بناء وتطوير المدرس فلم أجد إلا القدر اليسير الذى يتحدث عن التدريب للمدرسين على المناهج الجديدة ولكنى لم أجد بقية المنظومة التأهيلية!!

المدرس إنسان ومواطن يحتاج إلى توفير دخل ومستوى مادى وصحى مناسب، ليتفرغ للرسالة التعليمية ويحافظ على صورته ومكانته العالية التى تفرضها الحالة التعليمية عليه وعلى طلابه!! وكيف نحميه من الحاجة إلى أن يعمل عملاً إضافياً أو يستغل طلابه فى دروس خصوصية أو يبتزهم للحصول على أموال أو هدايا تحت مسميات عجيبة ليوفر احتياجاته وأسرته.. فهل لدى المسئولين عن التعليم برنامج وخطة لتحقيق ذلك؟

والمدرس قدوة لطلابه فهل يدرك المعلمون ذلك ويحرصون على رقى السلوك ولغة التخاطب والمظهر اللائق والقراءة والاطلاع وتطوير مهاراتهم الشخصية أم أنهم يتعاملون مع مهنة تقترب من دور الأنبياء بسطحية وسذاجة وبلا متابعة أو رقابة!!

إن مستقبل أجيالنا المقبلة أمانة فى رقاب المدرسين، ويجب أن نساعدهم جميعاً للقيام بمهمتهم السامية.. والله غالب.

نشر بجريدة الوطن بتاريخ 18-10-2018

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى