Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
منوعات

بيت المقدس

محمد صبرى

لمدينة بيت المقدس تاريخ عريق وهي محور الأحداث منذ فجر التاريخ وقد شهدت المدينة العديد من التطورات في تاريخها وخضعت للكثير من الأقوام ويبقى السؤال الشاغل عند كل من يهتم بأمر المدينة … من أين أتى اسم المدينة – بيت المقدس – وما هو أصل التسميات الأخرى التي عرفناها عنها وفي هذا البحث المختصر سنتعرف على الكثير من تاريخ تلك المدينة التاريخية وسنجد الإجابة الشافية على كل سؤال.
الألف الثالث قبل الميلاد (حوالي عام 3000 ق.م) : أول من سكن المدينة كان الكنعانيون وهم من بطون العرب الأوائل ــ من نسل لاوذ بن سام بن نوح ــ وقد كانت تسمى في بادئ الأمر بإسم “يبوس” نسبة إلى اليبوسيين وهم أحد فروع الكنعانيين، ثم أطلق عليها الكنعانيون إسم “أوروسالم”، “أورساليم” بمعنى مدينة السلام نسبة إلى إله السلام عند الكنعانيين “ساليم” وكلمة أور بمعني مدينة، ساليم بمعنى السلام ــ كما ذكر ابن كثير في كتاب البداية والنهاية وجلال الدين السيوطي والطبري في كتاب تاريخ الرسل والملوك.
القرن الـ 19 قبل الميلاد: كان وجود إبراهيم عليه السلام بها بعد خروجه من العراق وذكرت التوراة نصاً يحوي إسم “ملكي صادق” ملك “شاليم” في الإصحاح (19) بسفر التكوين، وذكر نفس السفر أيضاً أن إبراهيم كان قد وصل أرض الكنعانيين، ومن الثابت أن إبراهيم عليه السلام هو أباً وجداً لكل من تلاه من الأنبياء أي قبل ظهور اليهود نفسهم.
القرن الـ 19 قبل الميلاد أيضاً (عهد ملك مصر سنوسرت الثالث): وثيقة مصرية تحتوي اسم “روشاليم” في إشارة إلى ملك تلك المنطقة تصفه بأنه أصبح عدواً لمصر، القرن الـ 15 قبل الميلاد: كان أول دخول لليهود إلى مدينة “أورشاليم” على يد نبيهم “يوشع بن نون” كما ذكرت التوراة، أي بعد وثيقة سنوسرت الثالث بأربعة قرون.
القرن الـ 14 قبل الميلاد: في رسائل معروفة بـ “تل العمارنة” المحفوظة بالمتحف المصري وعدة متاحف عالمية تم ذكر إسم مدينة “يوروساليم” أي “أورشاليم” التي كانت تابعة لمصر آنذاك وحملت تلك الرسائل استغاثة من أميرها لملك مصر “أمنحتب الرابع” لتجنب ضياعها من تحت سيطرة مصر.
القرن الـ 10 قبل الميلاد (حوالي عام 966 ق.م): قامت مملكة داوود طبقاً لما ذكرته التوراة، داخل “أورشاليم – فصل: إسم المدينة “أورشاليم” كان معروفاً لما قبل دخول اليهود إليها وإقامة مملكتهم طبقاً لنص وثيقة سنوسرت الثالث بـ 9 قرون ، رسائل تل العمارنة بـ 4 قرون ، مما يثبت بالقطع أن أصل التسمية “أورشاليم” كنعاني كما ذكرنا سلفاً وليس يهودياً كما يدعي الصهاينة الآن.
القرن الثاني الميلادي (خلال حكم الإمبراطور الروماني هادريان): تم تسمية مدينة بيت المقدس بإسم”إيلياء” وهذا الاسم إعتمده الإمبراطور لأنه يتوافق مع اسم”إيليا كابيتولينا” فالجزء الأول “إيليا” يتوافق مع إسم عائلة الإمبراطور هادريان نفسه ، الجزء الثاني “كابيتولينا” يتوافق مع إسم “كابيتولين جوبيتر” الإله الرسمي للإمبراطورية الرومانية.
القرن السابع الميلادي (حوالي عام 621م خلال فترة رسالة محمد صلى الله عليه وسلم): ذكر إسم مدينة “بيت المقدس” وقت أن أخبر أهل مكة بحادثة الإسراء والمعراج حيث أخبرهم بأنه تم الإسراء به ليلاً من مكة إلى بيت المقدس ومن هناك عرج إلى السماوات العلى وكان الرسول صلى الله عليه وسلم دائم ذكرها بهذا الإسم “بيت المقدس” –كما ورد بسيرة ابن هشام، البداية والنهاية لابن كثير، وصحيح البخاري ومسلم-.
عام (15 هـ – 637م): خلال فترة خلافة عمر بن الخطاب تم ذكر إسم “إيلياء” في وثيقة “العهدة العمرية” التي أعطاها الخليفة عمر بن الخطاب لأهل بيت المقدس حينما فتحها المسلمون وخلصوها من أيدي الرومان لأن اسم “إيلياء” هو الذي كان مشاعاً وقتها لدى أهلها –كما ذكر ابن كثير في كتاب البداية والنهاية ، محمد ابن اسحاق في كتابه تاريخ السير والمغازي-.

مدرس وباحث بمدرسة القادة للغات

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى