Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
على مسئوليتى

سيد محمود يكتب: الأقصر للسينما ..مهرجان إعادة مزج الثقافات الأفريقية

كان الحديث عن فقدان التواصل والتفاعل الحقيقى بيننا وبين معظم دول أفريقيا مسيطرا على الجميع ، وكانه لم يكن بيد أحد أن يمسك بالفكرة التى يمكن بها مزج الثقافات الأفريقية بالمصرية ..بعيدا عن الجهات الرسمية ، حتى نجح مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية فى ذلك من خلال إدارة واعية عرف أصحابها وعلى رأسهم السيناريست سيد فؤاد رئيس المهرجان والفنانة عزة الحسينى مديرة المهرجان وفريق عمل كبير جدا كيف ينقلون الى مدينة الأقصر كل الفنون والثقافات التى يمكن بها صناعة جسور تواصل خاصة بين الأجيال الجديدة .
فى الدورة الثامنة للمهرجان والذى أفتتح بمعبد الكرنك مساء الجمعة الماضية ،أضاءت فضاءات المعبد فنون هذه الدول ممتزجة بإبداعات الفنان المصرى القديم وتكريمات لشخصيات قد لانعرف عنها الكثير فى مصر مثل إدريسا وادراجومن بوركينا فاسو المهداه اليه الدورة مع أندريا رايدر وتوفيق صالح ومصطفى الحسن ..وتكريمات للنجمة لبلبة والمنتجة التونسية درة بوشوشة والفنانة السودانية فايزة عمسيب وهناك من سيتم تكريمهم فى الختام .
إفتتاح الدورة الثامنة كان بسيطا ومعبرا ،لم تتخلله فقرات تربك الجمهور المتابع للحدث ، بل تميز بالتنظيم المحكم ، بدأ بكلمة مقتضبة من الرئيس الشرفى للدورة وهو الفنان الكبير محمود حميدة ثم عرض للرسم بالرمال بطريقة بديعة ، وتقديم من شخصييتين أفريقيتين هما المذيعتان تسنيم رابح من السودان ،وأومى ندور من السنغال ، وهى تجربة لا يقدم عليها سوى مسؤول لديه جرأة الخروج بحفل الإفتتاح من دائرة التقليد والرتابة التى قد تصيب المتابع له .
كلمة وزيرة الثقافة الدكتورة أيناس عبد الدايم و المستشار مصطفى ألهم مجافظ الأقصر .
يقاس نجاح المهرجانات بتفاعل الجمهور مع أنشطتها ، وهو ما حدث منذ اليوم الأول للعروض فى مركز المؤتمرات ، ومكتبة الأقصر وقصر الثقافة ، والورش المتعددة فى مجالات كثيرة كالفنون التشكيلية والسيناريو .
وما حدث من محاولة توسيع رقعة المهرجان ليمتد من مدينة الأقصر الى مدينة قنا حيث نقل بعض الفعاليات الى هناك هو محاولة جيدة للهاب الى الجمهور فى الصعيد حيث قد لايكون من السهل على جمهور مدينة قنا الإنتقال لمتابعة هذه الأنشطة ..ولو فكر كل مهرجان فى توسيع رقعته بنقل بعض أنشطته الى مدن أخرى بنفس تفكير إدارة الأقصر السينمائى لحقق أهدافا كثيرة ..
أفلام المهرجان التى تمثل 36 دولة أفريقية وافلام أخرى من 12 دولة ، ومحاولات المزج بين افلام المسابقات ، وعرض أفلام تجارية لجمهور لم يتسنى له رؤيتها فى صعيد مصر ، وافلام اخرى حققت نجاحات عالمية كفيلم ” كفر ناحوم” للمخرجة نادين لبكى ، كلها أفكار تضيف الى مهرجان الأقصر ، وهى تتم بحسابات دقيقة دون الخلل بمنظومته التى هى المسابقات والندوات والورش .
فأهم ما فى المهرجانات هو الجمهور الذى هو المتلقى الذى ينتقل اليه الجميع ، ونجاح مهرجان الأقصر يمكن أن نلمسه من جمهوره الذى ملآقاعات العرض ، والحق يقال وبدون مجاملة أن ما يقوم به سيد فؤاد من تواصل وتواجد فى كل مكان ، من عروض وندوات يؤكد أن هناك وعى وإدراك لكل شىء ..ورصد لأى خطأ يمكن حله أو تجاوزه فى الدورات المقبلة .
أفلام المهرجان تعرض فى موعدها المحدد لها ، مع ندوات تعقبها مع بعض صناعها سواء الطويلة أو القصيرة ، وحرض شديد من صناع الأفلام القصيرة والتسجيلية على التواجد ومعرفة آراء الجمهور، حتى الأفلام غير الناطقة بالعربية ، تجد جمهورا يتفاعل معها وهو ما يؤكد ان السينما لغة عالمية ، وأن اللغة لايمكن ان تحول دون تفاعل الجمهور معها .
وفى النهاية يمكن القول بأن مهرجان الأقصر للسينما هو بالفعل محاولة كانت مطلوبة لإعادة مزج الثقافات الأفريقية مع الشعوب بشكل عصرى وحضارى فيه السينما هى الوسيط الأفضل والأرقى والأكثر تاثيرا !

زر الذهاب إلى الأعلى