Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
منوعات

تجربتى.. كيف استطاعت «أم» إنقاذ ابنها من مخاطر «PUBG»

ترددت كثيراً قبل أن أحكى إليكم معاناتى مع أطفالى الثلاثة بسبب الألعاب الإليكترونية لكن كان لدى إصرار كبير على أن أروى الحكاية كاملة حتى يستفيد منها الجميع كى لا نستقبل أجيال قادمة تعانى من مشاكل نفسية وصحية.

فى بادئ الأمر كان اللعب بالأجهزة الإليكترونية مجرد أداة لتضييع الوقت والتسلية لكننى انتبهت بشدة مع انتشار الألعاب القتالية الخطر وتحديداً “pubg” التى أصبحت لعبته المفضلة حيث أصبحت الأمور صعبة للغاية، فصار ابنى الذى يبلغ من العمر 10 أعوام يسهر الليل حتى الثانية صباحاً فى ممارسة لعبته المفضلة حتى كان يستيقظ من النوم صباحاً بصعوبة بالغة وهو ما كان يؤثر على درجة تركيزه أثناء تواجده فى المدرسة.

الغريب فى الأمر أننى كنت عندما أدخل عليه حجرته أجده يلعب هذه اللعبة اللعينة حتى تأثرت حالته النفسية وأصبح عصبياً بشكل غير طبيعى ولا يقبل النقد أو التوجيه أو اللوم، حتى حدثت واقعة جعلتنى أنتبه وأغير تفكيرى تماماً وقررت إنهاء المشكلة وحلها من جذورها، فعقب حادث مقتل عدد من المصلين بدولة نيوزيلندا لفت انتباهى ملاحظتين غاية فى الخطورة، الأولى هى قيام القاتل بتصوير الحادثة بنفس طريقة الألعاب الإليكترونية وهو ما جعل البعض يتأكد أن القاتل متأثر بهذه اللعبة اللعينة.

أما الملاحظة الثانية وهى أشد خطراً، فكانت عندما تم عرض مشاهد القتلى على شاشات التلفزيون وهى لقطات مقززة ومزعجة للغاية لكن كانت المفاجأة هى عدم المبالاة التى تعامل بها ابنى وزملاءه مع الحادثة وكانت تلك اللقطات بالنسبة لهم عادية ولا يوجد بها مايزعجهم وهو ما أشعرنى بالخوف هو أننا أمام جيل اعتاد على مشاهد القتل والدم من خلال الألعاب الإليكترونية المنتشرة حالياً وهو مؤشر فى منتهى الخطورة.

خلال فترة لعب ابنى للألعاب الإليكترونية كانت تتملكة عصبية زائدة وضربات قلبه كانت سريعة للغاية ويميل للعزلة والانطواء ورغبة أكيدة فى عدم الخروج من المنزل، وعدم التواصل أو اللعب فى المدرسة حتى عندما كان يجلس بجوار أخيه فى المنزل كان كل منهما يلعب بهاتفه ولا يتحدثا إطلاقاً حتى أصبحت الألعاب الإليكترونية بديلة للألعاب الجماعية التى كان يحرص عليها الأطفال والأشقاء فى السابق مثل اللعب بالدراجات والإسكوتر، والجرى وكرة القدم والشطرنج.

فى تلك الأثناء لفت انتباهى مبادرة “فاصل لنتواصل” التى دشنتها مدارس “القادة للغات” بالتعاون مع بوابة “ورقة وقلم” حيث أن أبنائى الثلاثة يدرسون بهذه المدرسة وعندما قرأت بنود المبادرة وأهدافها اقتنعت تماماً بأن على الأم دور تجاه أبنائها ويجب على أن أقوم بهذا الدور من أجل الحفاظ عليهم وعلى مجتمعنا.

الخطوة الأولى فى طريقى لحل هذه المشكلة كانت سحب الموبايل من ابنى الصغير الذى لم يتخط عمر الخمس سنوات، أما الخطوة الثانية فهى محاولة إقناع الولدين، الأوسط والأكبر بخطورة هذه الألعاب، واتفقت مع أمهات أصحابهما على هذه الخطوة المهمة، حتى يكون التحرك جماعى وتكون النتيجة أفضل وبدأنا نفكر فى طريقة التنفيذ.

صارحت ابنى الأكبر بالمشاكل النفسية التى من الممكن أن تحدث له وبالمشاكل العائلية أيضاً فلعبة مثل PUBG تتطلب أن يكون الجهاز “أون لاين” طوال الوقت وهو ما يمثل انتهاك لخصوصية المنزل وهذا هو الشىء الذى جعل ابنى يقتنع نوعاً ما بأن هذه اللعبة بها مشاكل كثيرة.

عقب ابتعاده عن الموبايل والألعاب الإليكترونية فاجأته بشراء قطة له حيث كان يرغب فى ذلك وكنا نرفض، فكانت هذه القطة بالنسبة له بديل الألعاب الإليكترونية وأصبح استخدامه للموبايل فى أضيق الحدود وأصبحنا نفكر من الآن كيف سيقضى وقته أثناء إجازة نهاية العام حتى نضمن عدم لجوءه للألعاب الإليكترونية مرة أخرى.

بدورى أدعو كل أم وكل أب أن يمنع أبناءه من ممارسة الألعاب الإليكترونية خاصة القتالية لأنها بالفعل خطر كبير على صحة ونفسية أبناءنا.

مع تحياتى: أميرة مجدى

 

لكل قراء ومتابعى بوابة “ورقة وقلم” يمكنكم أيضاً المشاركة معنا فى باب “بأقلامهم” لتحكوا لنا عن تجربتكم مع أبنائكم كى يتعلم منها الجميع وتنتشر الفائدة على الأسرة المصرية وسنقوم بنشرها فور وصولها.
يمكنكم مراسلتنا على الإيميل التالى: info@warqawqalam.com

زر الذهاب إلى الأعلى