Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
منوعات

ودعت جمهورها فى آخر ظهور لها .. «ماما أنيسة» المصرية التى لم تنكسر

كتب: ورقة وقلم

رحلت عن عالمنا منذ ساعات قليلة الفنانة القديرة محسنة توفيق والتى كانت بمثابة نجمة من طراز فريد وممثلة بدرجة مناضلة قدمت أدواراً فنية راقية بعدما رفضت مئات الأعمال الفنية بسبب ضعف مستوى السيناريو أو بسبب عدم اقتناعها بفكرة العمل وتمسكاً منها بفنها الذى اعتاد عليه الجمهور، لذلك نجدها جسدت عبر أغلب أعمالها المعدن الأصيل للمرأة المصرية المناضلة صاحبة المبادئ التى لم تنكسر.

للفنانة الراحلة بصمات فنية واضحة خلال الخمسين سنة الأخيرة فقد كان أداءها مغايراً عن باقى أبناء جيلها حيث كان رهانها الدائم على موهبتها وعلى فنها لذلك لم نجد لها أى تواجد فى أفلام المقاولات التى انتشرت خلال حقبتى السبعينيات والثمانينيات، ولن نجد لها أيضاً أدواراً فى أياً من الأفلام السطحية التى تواجدت بكثرة فى بداية الألفية الثالثة.

لا يستطيع أحد التغاضى أو المرور على تاريخها الفنى دون إلقاء الضوء على دورها المؤثر فى الملحمة الدرامية الكبرى “ليالى الحلمية” والتى أدت خلالها شخصية “أنيسة” بدءً من الجزء الثانى وحتى الخامس، حيث جسدت هذه الشخصية خلال الجزء الأول الفنانة فردوس عبدالحميد.

خلال أحداث “ليالى الحلمية” تولت محسنة توفيق أو “ماما أنيسة” تربية ابن شقيقتها “على البدرى” والذى جسده الراحل ممدوح عبدالعليم وذلك بعدما توفت أمه فى الأحداث وهو طفل صغير إلا أن “أنيسة” تمسكت بتربية ابن شقيقتها اليتيم ووهبت نفسها وسخرت حياتها لرعاية ذلك الطفل الضعيف حتى كبر وأصبح شاباً يافعاً.

جسدت محسنة توفيق أيضاً شخصية “بهية” في فيلم “العصفور” وهى الشخصية التي رفضت الاستسلام للهزيمة وأصرت على الحرب، وكانت صرختها فى نهاية الفيلم رمز ودليل على رغبة الشعب المصري في الحرب بعد تنحّي جمال عبد الناصر عن الحكم.

بينما جسدت الفنانة القديرة الراحلة شخصية “صفية زغلول” ــ أم المصريين ــ وزوجة الزعيم الراحل سعد زغلول، فى مسلسل “أم كلثوم” الذى كان يسرد السيرة الذاتية والمشوار الفنى الناجح لكوكب الشرق أم كلثوم، بينما أدت أيضاً  دور “زينب” باقتدار وبراعة فى مسلسل “حبنا الكبير” أمام النجم القدير عمر الحريرى.

آخر الفاعليات الفنية التى ظهرت فيها الراحلة الكبيرة كانت لحظة تكريمها من مهرجان أسوان لسينما المرأة وكانت كلماتها أثناء التكريم بمثابة وداع راق ورقيق يليق بنجمة كبيرة لجمهورها وكأنها كانت تعلم بأن هذا الظهور ربما يكون الأخير، حيث قالت لجمهورها أثناء الاحتفالية:”أدين بالفضل لكل المصريين الذين لولاهم ما أصبحت الممثلة محسنة توفيق، فطيلة حياتي وأنا أسير خلف قلبى وعقلى فيما يعرض علىّ من أعمال، واليوم أشكر كل القائمين على المهرجان، وكل الناس التي حضرت لدعمى”.

ولدت الفنانة القديرة الراحلة في عام 1939، وحصلت على درجة البكالوريوس في الزراعة في عام 1968، وبدأت حياتها الفنية بعدما اكتشفها الفنان الكبير عبد الرحمن الشرقاوي، ووقفت على خشبة المسرح لأول مرة عام ١٩٦٢من خلال مسرحية “مأساة جميلة”، لتؤدي بعدها دور حبيبة زيوس في مسرحية “أجاممنون” على مسرح الجيب وقدمت مع المخرج الكبير الراحل يوسف شاهين في مجموعة من أبرز أعماله منها: (اسكندرية ليه، العصفور، الوداع يا بونابرت).

كانت محسنة توفيق، عضو مهم بالمسرح القومي، ومثلّت 30 مسرحية من أهمها: “مأساة جميلة، إيرما، أجاممنون، حاملات القرابين، الدخان، الأسلاف يتميزون غضبًا، القصة المزدوجة، ثورة الزنج”.

محسنة توفيق هي شقيقة الإذاعية الشهيرة “فضيلة توفيق” صاحبة برنامج “غنوة وحدوتة” والذى كان يؤصل لوجود الخير وانتصاره على الشر وترتبط ذاكرة الأطفال به حتى الآن والذى كان بمثابة البرنامج الذى يربى النشء على الخير وكأن “محسنة” وشقيقتها “فضيلة” تعاهدا على تقديم الأعمال الهادفة التى تؤسس وتؤصل للعادات والتقاليد المصرية الأصيلية.

حصلت “محسنة توفيق” على وسام العلوم والفنون 1967، وشهادات تقدير عن فيلمي “العصفور” و”بيت القاصرات”، كما حصلت على الجائزة الأولى في التمثيل في مهرجان بغداد للمسرح العربي 1985.

رحم الله الفنانة القديرة محسنة توفيق وأدخلها فسيح جناته

زر الذهاب إلى الأعلى