Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
منوعات

التفسير العلمي لظاهرة الشفق الأحمر

كتب - محمد علي

من المعروف أن للشمس مواقيت ومواعيد محددة لشروقها وغروبها وتختلف هذه المواقيت باختلاف المكان على سطح الأرض، ولكن ما لم يعرفه ويُدركه الكثير هو تغير محور شروق وغروب الشمس من يوم لآخر، فما علاقة هذا بالظاهرة التي رأيناها اليوم ؟

ما هي ظاهرة الشفق الأحمر

ظاهرة الشفق الأحمر هي ظاهرة فلكية طبيعية تحدث دورياً قبل شروق الشمس وبعد غروبها مباشرةً، ولكن تختلف شدتها من حينٍ لآخر ويرجع السبب في ذلك هو اختلاف العوامل الجوية والفلكية، فأهم ما يؤثر في هذه الظاهرة من العوامل الجوية هو كمية الغازات والأدخنة والأتربة والذرات العالقة في الطبقات العليا من الغلاف الجوي، ومحور شروق وغروب الشمس من الناحية الفلكية والذي يتغير باستمرار.
أما بالنسبة لمحور الشمس، فعند شروق الشمس وغروبها تكون أبعد ظاهرياً مما لو كانت في وسط السماء، وهذا يعني أن أشعة الشمس التي تُرسلها باستمرار سوف تمر بغلاف جوي أكثر كثافة مما لو سقطت هذه الأشعة بشكل عامودي ومباشر على الغلاف الجوي، فزاوية سقوط الأشعة في هذه الحالة تكون صغيرة جداً مقارنة مع زاوية السقوط العامودية بزاوية مقدارها 90 درجة.

وبما أنّ زاوية سقوط الأشعة عند الشروق والغروب ستكون صغيرة وهذا يعني اختراقها للغلاف الجوي بشكل شبه أفقي ومرورها بغلاف جوي أكثر كثافة؛ فإن الأشعة الساقطة من الشمس تتناثر وتتشتت في الغلاف الجوي وخاصة الأشعة ذات الأطوال القصيرة، ولا يصل إلينا من هذه الأشعة إلا الأشعة ذات الأطوال الكبيرة نسبياً ( الأحمر والألوان القريبة منه ) فيظهر الضوء بلون أحمر أو أحمر مُصفرّ ويُسمى بالشفق الأحمر.

سبب ظهور الشفق الأحمر في السماء

والسبب الرئيسي في تشتت وتناثر ألوان الطيف المرئي وغير المرئي التي تُرسلها الشمس؛ هو اصطدام هذه الأشعة بالغبار والغازات والذرات العالقة في الغلاف الجوي، وبما أن التشتت للأطوال الموجية القصيرة أكبر فإن الألون ( البنفسجي – الأزرق ) سوف تتشتّت في جميع الاتجاهات فلا تصلنا، وما يصل إلينا هو الألوان ذات الأطوال الموجية الأكبر ( البرتقالي – الاحمر ) وهي سبب احمرار الشفق.

الخلاصة، ما حدث اليوم هو طبيعي وهو ما يُعرف فلكياً بظاهرة الشفق الأحمر، ولكن الأمر المُلفت للانتباه هو شدّة الاحمرار لهذا اليوم وبشكل غير اعتيادي ونادراً ما يحدث بهذه الشدّة، ويرجع سبب ذلك إلى كمية الغبار والذرات العالقة في طبقات الغلاف الجوي العالية والتي قد تكون تراكمت منذ أسابيع بل منذ أشهر وسنوات، إضافةً إلى صفاء الأجواء التام واستقرارها في طبقات الجو المختلفة، فعملت على زيادة تشتت وتناثر الأشعة التي تُرسلها الشمس..
وقد يكون هنالك تأثيرات غير مباشرة مثل النشاط الشمسي والنشاط المغناطيسي والانفجارات الشمسية المتزايدة في الفترة الأخيرة وتزايد البُقع الشمسية كذلك، إلا أن ذلك يؤثر بشكل أكبر على ظاهر الشفق القطبي.

زر الذهاب إلى الأعلى