Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
على مسئوليتى

إيمان حافظ تكتب: أطفالنا وقصيدة أمير الشعراء

إهداء إلى عالم المصريات الكبير الدكتور وسيم السيسى

وَتِلكَ الأَواعي
بِأَيمانِهِم حَقائِبُ
فيها الغَدُ المُختَبي

هذان البيتان من رائعة أمير الشعراء أحمد شوقى “مصائر الأيام”
هما بيت القصيد

ولنبدأ بالعكس
لنبدأ من هذا الغد المختبئ
هذا الغد الذى سيصنعه هذا الطالب
الذى يحمل الاحلام والامانى
يحمل المستقبل بين يديه فى حقيبة صغيرة
وهو ينظر الى المستقبل الذى يريده مشرقا

هذا الطفل الصغير سيصير شاباً يافعاً
لكنه حتى الان مسلوب الإرادة اثناء لحظة تلقيه العلم والمبادئ
تلك اللحظة التى تفرض عليه أن يتعلم و يحتذى ويقتفى أثر الاجداد
ويسير وفقاً لخُطاها وثوابتها.
لكنه فى نفس الوقت هو نفسه هذا الحصان الجامح
كالفارس الذى يمتطى حصانه يجوب الحياة بعلمها واسرارها
بحثا عن مفتاح بوابة المستقبل الغامض
انه هذا التلميذ الذى يمتلك هذا الشغف وهذه الاحلام
لزمن آت. يكون هو قد شارك فى صنعه
هذا هو حلمه
وهذا هو الطريق
هذا هو الطفل الذى لا تتوفر له له منظومة تعليمية صحيحة
قادرة على تأسيسه علمياً

فى الوقت ذاته لا توجد ضوابط مجتمعية صحيحة ، لاتوجد ارض ثابته يقف عليها ليصنع حلمه الطموح

ولن تستطيع المنظومة التعليمية وحدها تأسيسه على المستوى الاخلاقى العلمى والفكرى فهذا الطفل أصبح لزاماً عليه استيعاب الماضى ليتعلم كيف يصنع مستقبل وطنه.

أطفالنا ألفوا البراءة وعدم تحمل المسئولية، ألفوا المنزل واللعب ثم فجأة يتحولون من المرعى الأنيق الهادئ ــ البيت ــ إلى مرعى آخر أكبر وهو المدرسة التى لم تألفها قلوبهم ولم تعرفها عيونهم

تتلفت أفئدتهم دوماً إلى أيام الطفولة التي ودعوها في هذا المرعى الجديد.
كيف يألف الطفل هذا الراعي الجديد الذى هو “المعلم” وإلى متى؟ فما أقوى من استعمال العصا وهى عصا الراعي لكن هل هي عصا المعلم؟

كيف يتم إيداع الصبية الصغار في أيدي هذا الغريب الأجنبي؟ الذى سينفرون منه فى بادئ الأمر ثم يألفوه وربما أحبوه أو وجدوه خيراً من رعاتهم.

يجب علينا الدخول فى مرحلة أعمق فى التفكير نواجه فيها اولا سلبيات المرحلة التى أكثر من إيجابياتها،

إنها مرحلة التحديات التى تواجه الطالب أو متلقى العلم إنها العملية التعليمية على مستويات عدة،
فالتحديات الحالية أصبحت كانحدار الأنهار فى شلالات تجرف الاخضر كما اليابس، إنها تحديات تتمثل فى فقدان الهوية وانحدار القيم الأخلاقية والدينية وفقدان قيمة احترام الآخر وبالتالى المجتمع.

ففى ظل رؤية مستقبلية مشوشة خاصة مع الانفتاح العالمى على مجتمعات أكثر انضباطاً وأكثر حرية
وفىنفس الوقت نرى أجيالاً أصابها ما أصابها

فمن الطبيعى أن تتكرس عوامل التشويش العقلى،
نعم إنها هذه الفجوة التى بدأت منذ منتصف القرن العشرين
وكانت الحرية فى ظل هذا الانفتاح الذى لم نكن مؤهلين له
كانت حرية لها معنى مغلوط
فالحرية مسئولية والتزام وليس العكس لكن الكثير لا يفهمون ذلك.

سلبيات التعليم والتعلم جعلت المفاهيم الأساسية مصابة بالعطب وتسببت هذه السلبيات فى فوضى كبيرة فتحول الانفتاح على المستقبل المشرق الى انفتاح على الظلام وعلى قيم استهلاكية آنية فانية لا قيمة لها.

هذه الكلمات بعض من مجرد خواطر من وحي بيت الشعر والقصيدة بشكل عام ونتاج أفكار تأسست بداخلى من خلال افكارى و عملى و تجربة قاربت على الثلاثين عاماً فى مجال التعليم والتعلم
بطلها الاول والدائم هو
طفل اليوم صانع مستقبل الغد

 

زر الذهاب إلى الأعلى