تحذير من ألم غامض قد يكلفك تغيير المفصل
كتب – محمد علي
كثيرا من الناس قد يشعرون بآلام متكررة في ركبتهم، وربما تكون تلك الآلام دائمة، تزداد وتقل بين الحين والآخر، وأغلب هؤلاء قد يتعاملون مع هذا “الألم الغامض” على أنه مجرد ألم عادي ولا يشكل خطرا بالغا عليهم، ولا يعلمون أن مشكلتهم قد تكمن في إصابتهم بقرحة الركبة، وأن آلامهم قد تصل بهم إلى مرحلة بالغة الخطورة، حيث إن التأخير قد يكلفهم معاناة طويلة تنتهي بتغيير مفصل الركبة في بعض الحالات.
يقول محمد عطية عبده، أخصائي جراحة العظام، والحاصل على زمالة جراحة عظام الطرف العلوي والركبة من جامعة تشونام الكورية إن إصابة الإنسان بقرحة في الركبة لا يشكل خطرا جسيما إلا في حالة إهمال التدخل السريع لعلاج هذه القرحة، مشيرا إلى أن كثيرا من الناس للأسف قد يتعرضون لمشاكل جسيمة بسبب التعامل مع آلام الركبة على أنها مجرد آلام عادية وبسيطة، لذا تبرز أهمية تسليط الضوء والتوعية بالأعراض التي تشير إلى الإصابة بقرحة الركبة.
وأضاف: تتمثل أعراض قرحة الركبة في آلام تقل وتزيد بين الحين والآخر، وخاصة مع زيادة المجهود، كما يظهر تورم خفيف قد يدوم مع المصاب ويقل ويزيد أيضا مع بذل مجهود كبير بالسير طويلا أو ممارسة الرياضة وغير ذلك.
وأوضح الدكتور محمد، أن “الألم الغامض” الذي يصيب الكثيرين قد يكون سببه القرحة، وإن التأخر في اكتشاف الحالة يؤدي إلى تفاقمها، مشيرا إلى أن الاكتشاف المبكر للإصابة بقرحة الركبة يؤدي إلى علاجها بشكل أفضل وسريع، وقد لا يحتاج الأمر سوى عمل منظار تشخيص وربما تدخل جراحي بسيط للغاية، موضحا أن تلك الجراحة من الجراحات الصغرى ونسبة نجاحها تزيد على 85% تقريبا، فيما يمثل التأخير في اكتشاف الإصابة خطرا بالغا على صاحبها، حيث قد يتطلب العلاج عملية ترقيع غضروف أو تغيير مفصل.
وحذر أخصائي العظام من يعانون من آلام في الركبة، التأخر في زيارة طبيب متخصص للوقوف على الأسباب، وذلك ليتمكنوا من الحصول على العلاج اللازم قبل تفاقم حالاتهم سوءا، منوها إلى أن قرحة الركبة ليست بسيطة، وأنها تؤدي إلى فقدان جزء من غضروف السطح المفصلي للركبة، كما تؤدي إلى تساقط خلايا الغضاريف، وهو ما يتطلب التدخل السريع في المراحل الأولى أو المبكرة للإصابة بقرحة الركبة، لافتا أن اكتشاف المرض في سن مبكر، يكون أفضل كثيرا من اكتشافه في سن متأخر، مؤكدا على أن زيارة واحدة للطبيب المختص كفيلة بحماية الركبة وصاحبها من مشاكل مزعجة
