Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
على مسئوليتى

إيمان حافظ تكتب: أولادى هم أصدقائى

بمجرد التفكير فى مستقبل أولادنا يتبادر إلى ذهنى على الفور سؤالين مهمين لا يمكن التنبؤ بمستقبل أولادنا بدون التفكير فيهما، الأول هو “من أين نبدأ” والثانى “ما هو الطريق الذى نصل به سوياً إلى بر الأمان”.

فلنبدأ بالبديهيات الإنسانية وكيفية توفير المناخ الآمن لأبناءنا، ولا يعنى ذلك أننى أتحدث عن السلام بين الدول أو الحرب ولا أعنى أيضاً الجمال أو القبح، فالمناخ الآمن هو نتاج ارادة بشرية وهو مبدأ “التقبل” أى قبول الآخر، إنها معادلة نجاح هكذا ترتقى الأنفس ليس بالأوامر أو التهديدات.

ثلاثة أمور يجب علينا كأولياء أمور ومسئولين أن نتحراها وندقق فيها أولاً أن نربى أبناءنا على أن يكون الحب بدون شروط أى لا نقول لأطفنالنا أفعل كذا كى أحبك ولا تفعل ذلك حتى لا أكرهك وهذا هو المثال الأبسط لتعليم أبناءنا الحب بدون مقابل.

ثانياً أن نكون قدوة صالحة لأولادنا وأن يرونا ونحن نفعل الخير وهذا أفضل كثيراً من أن نعطيهم أوامر بفعل الخير فأولادنا هم مرآتنا، أما الأمر الثالث هو الفعل ورد الفعل، فالأمور الحياتية البديهية والروتين اليومى الذى يلبى احتياجات الانسان على المستوى الجسدى كالطعام والشراب والراحة علاوة على المشاعر الإنسانية العاطفية التى تتطلب التواصل البسيط مع اولادنا فى الاحتياجات الاساسية فى الحياة.

“التقبل وفن المناقشة والحوار” أهم خطوات تربية وتنشئة أولادنا لذا يجب أن نقوم نحن قبل أولادنا بتنمية قدرتنا على على التعبير عن الذات بعيداً عن الانفعالات الداخلية وبشكل متحضر راقى فى مناخ آمن وهذا هو أول سبل الارتقاء بالروح و العقل.

نحن وأولادنا فى قارب النجاة فى ظل عصر حديث يتطور كالصاروخ فاقت فيه بل تسارعت التطورات على كل المستويات الانسانية والسلوكية والأخلاقية وبالطبع الإنتاجية على جميع المستويات العلمية والثقافية فى وقت أصبح فيه التطرف فى الخير أو فى الشر سمة كل الافعال وردود الأفعال بدءً من الاسرة الواحدة.

الأسرة هى الخلية الأولى فى أى مجتمع فهى الأساس إذاً فلنبدأ بأنفسنا والمسألة بسيطة لأن مرجعنا الأساسى هو الحفاظ على معنى الانسان بداخلنا ففاقد الشىء لا يعطيه، فلتكن البداية الحقيقة هى الرضا وحسن اليقين فى الله سبحانه وتعالى وأن كل ما هو من عند الله خير، فهذا الرضا ليس فقط طهارة للقلب والروح وانما هو سلوك يومى سلوك نتجاوز به العقبات بخطوات صغيرة ايجابية وتقبل الخطأ لإصلاحه هذا التجاوز يأخذنا إلى انجاز.

أى انجاز على أى مستوى هو حجر الأساس الأقوى لبناء سليم، إنها معادلة السلوكيات الحميدة فلنبدأ بأنفسنا أمام الله ثم أولادنا الذين يجب أن يكونوا لنا بمثابة أصدقاءنا.

زر الذهاب إلى الأعلى