إيمان حافظ تكتب: يا أهل مصر يا مثقفين مصر
يا أهل مصر
يا مثقفين مصر
كفانا تجارة المظاهر والتابوهات الممسوخة
كفانا إعلام البطاطس وتقلية الملوخية وأحاديث الموضة
وكل ما من شأنه تفريغ العقل المصرى من أصله
كل ما هو يدمر شخصية مصر
كل ما هو يدمر تاريخ مصر حتى يتعثر حاضرها
وللأسف بعد أن كان إعلامنا هو رسالة ومرآة تحضرنا
أصبح الإعلام إداة تسطيح كل ما يمثل قيمة من تاريخ
وحاضر قوى بأبناء مصر
ليركز على كل ماهو سطحى
حتى أكاد أجزم أن الموضوعات والأسئلة مكتوبة خصيصا لذلك
مصر أم الدنيا تحولت إعلاميا و على مستوى الدراما والفنون
الى مولد وصاحبه غايب
أين الرقابة التى كانت تحرص على إثراء الإعلام بالعلم والقيم الدينية والمجتمعية من أجل خلق حالة سلام مجتمعى
اين مبدعى مصر
كيف وصلنا لهذا المستوى التافه من الاسئلة السطحية الخالية من المضمون وثرية بالتفاهات المدمره لاعلام مصر
الذى كاد فى فترة من الفترات ان ينافس
الاعلام العالمى بتفوق
هذا الإعلام الذى أصبح يتكلم لغة واحدة.
ويجلس فى ديكور واحد وبحوارات متكررة
ونموذج موحد لشكل و مضمون المذيع
أيها القائمون على منظومة الاعلام
رفقا بمصر من كل ما هو مسطح ماسخ وسطحى
مصر ام الدنيا مهد الحضارات و اصل الفنون
وفيها كانت بدايات علوم الدنيا
ولاتزال ولادة بمبدعيها
ابحثوا عن مثقفين مصر ليظهروا الصورة الحقيقة القوية
بشكل راق وموضوعى وعلمى يطرح حلول و يخلق مناخ
علمى ثقافى آمن يليق بمصر
وتذكرت هذه الايام الجميلة
ايام كان جهاز التلفزيون يمثل الاعلام المرئى
رقم واحد فى الوطن العربى
كان التلفزيون المصرى يدخل بيوتنا بآمان وسلام
حتى اننا كنا نرتب روتين اليوم مع المسلسل الاجتماعى
لنجتمع فى آمان ودفء و حالة من الدفء الاسرى والسلام
هذا الاعلام الذى كان يحرص مثقفو مصر علمائها واعلامييها وفنانيها
على العمل فيه و إبرازه والحفاظ على مصر وتاريخها وعلومها والأخلاقيات والسلوكيات الجميلة التى توارثناها من أجدادنا المصريين القدماء والتى يتفوق بها أولادنا علماءنا خارج الوطن كما فى داخله
علينا أن نحتضن مواهب وقدرات أولادنا
بكل معنى جميل وقيمة اخلاقية وعلمية وثقافية
ولجهاز الاعلام المرئى المصرى دور قوى
فنحن كنا نجتمع كاسرة ليس لروتين عائلى فقط
ولكن لان الاعلام المصرى كان يحتضنا ويثرى عقولنا
ويدفئ وجداننا ويفتح لنا ابواب العالم بشكل متحضر آمن
كان يبرز كل قيم مجتمعنا الجميلة
كان يتناول سلوكيتنا فى مناخ ينثر السلام المجتمعى
كقطرات كالامطار ترويي و تسقى الارض خير
لتزهر افضل الثمار والمحاصيل
نعم هذا هو التلفزيون المصرى جهاز إعلامى فائق الأهمية
به تعلمت أجيال وتدربت على يد الرواد الذين صنعوا
الاعلام المصرى القوى
وانطلقوا ليكونوا المدرسة الأولى للاعلام العربى
