Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
منوعات

وزير الأوقاف: القرآن الكريم معجز في بيانه ومضامينه

تحدث الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف خلال لقائه الأسبوعي في برنامج : ” حديث الساعة ” على القناة الأولى والثانية بالتليفزيون المصري والفضائية المصرية ، وقناة النيل الثقافية وقناة نايل لايف ، وعدد من القنوات المتخصصة اليوم الجمعة 15 رمضان ١٤٤١ هـ الموافق 8 / ٥ / ٢٠٢٠م عن أن شهر رمضان هو شهر القرآن ، يقول الحق سبحانه وتعالى :” شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ”

وقال وزير الأوقاف، إن القرآن الكريم كتاب الجمال والكمال ، ومن جوانب الجمال والكمال في القرآن الكريم  الجمال والكمال البلاغي والأسلوبي ، حيث يقول الإمام عبد القاهر الجرجاني (رحمه الله) عن القرآن الكريم :” وهو الكتاب الذي يهجم الحسن عليك منه دفعة واحدة ، فلا تدري أجاءك الحسن والجمال من جهة لفظه أم من جهة معناه ، فلا تكاد  الألفاظ تصل إلى الآذان حتى تكون المعاني قد وصلت إلى القلوب”.

واستشهد ببعض النماذج البلاغية في القرآن الكريم ، والتي منها :

كلمة “إِصْلَاحٌ ” في قوله تعالى : “وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ “، فلو  نقبنا في اللغة العربية على طولها واتساعها ، فلن نجد كلمة واحدة تقوم مقام كلمة الإصلاح وتسدّ مسدّها ، فبعض الناس يتحدثون عن كفالة اليتيم ، والعناية به ، فنقول : ” اليتيم قد يكون فقيرًا فيحتاج إلى الإطعام أو الكسوة أو المسكن أو نحو ذلك ، فيكون الإصلاح لليتيم الفقير أن يوفر له طعامه ، أو كسوته ، أو المسكن اللازم له أو نحو ذلك ، وقد يكون اليتيم غنيًّا ولكن لا عائل له من أهله وخاصته ،  فيحتاج إلى من يقوم على صناعته وتجارته وزراعته ، فيكون الإصلاح القيام بذلك والعناية بأمواله والحفاظ عليها واستثمارها ، ويقضي له ما يحتاج إلى قضائه.

وتابع: قد يكون اليتيم غنيًّا وله من يقوم على رعايته واستثمار ماله وإنما يحتاج إلى الرحمة وحسن المعاملة وأن يكون كل إنسان له أبًا ، فإذا ذهب إلى الطبيب وجد أبًا حانيًا ، وإذا ذهب إلى المدرسة وجد أبًا حانيًا ، فيكون كذلك في كل شئون الحياة ، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) :” «مَنْ مَسَحَ رَأْسَ الْيَتِيمِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ مِنْ رَأْسِهِ حَسَنَةً” ، وقد يحتاج اليتيم إلى التهذيب والتقويم والتعليم من كافله أو ولي أمره ، وأن يجعله في ذلك كولده ، يقول (صلى الله عليه وسلم) :” أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين وأشار بأصبعيه يعني السبابة والوسطى ” ، ويقول سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ” أنا أول من يفتح باب الجنة ، إلا أني أرى امرأة تبادرني ، فأقول لها : ما لك؟ ومن أنت ؟! فتقول : أنا امرأة تأيمت على أيتام لي ”.

وأوضح، أن كفالة اليتيم -أي يتيم- تجعل لصاحبها  هذا الثواب،  يقول تعالى :” لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ” ويقول سبحانه : ” وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا “، ويقول سبحانه :” أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ ،  فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ ، فجعل أول صفاته أنه يدُع اليتيم ويقول (صلى الله عليه وسلم) :” هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم” فإن واجب الوقت هو إطعام الطعام ، وقضاء حوائج المحتاجين .

كما ذكر أنموذجًا آخر لبلاغة الكلمة القرآنية ، وذلك في قوله تعالى :”وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ”، ويقول تعالى :”وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ” ، فعند الحديث  عن أهل جهنم جاءت كلمة ” فُتِحَتْ ” بدون واو ، بينما جاءت في الحديث عن أهل الجنة ” وَفُتِحَتْ” مسبوقة بالواو ، قال بعض العلماء : إنها واو الحال ، والمعنى : جاءوا الجنة والحال أنها مفتوحة أمامهم وهذا من إكرام الله تعالى لعباده المؤمنين ، “جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ”.

أما أهل جهنم فيأخذهم العذاب بغتة، وقال بعضهم : إن هذه الواو واو الثمانية ، ذلك أن بعض القبائل العربية كانت تقول العدد : واحد ، اثنان ، ثلاثة ، أربعة ، خمسة ، ستة ، سبعة ، وثمانية ، فتأتي بالواو مع العدد الثامن ، والقرآن الكريم نزل على سبعة أحرف ، فنزل مراعيًا بعض لهجات القبائل ، ولهذا نظائر  منها : قوله تعالى: ” سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ ” بدون واو في الموضعين :” وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ “ ، فجاءت الواو مع العدد الثامن على لهجة من يأتي بالواو مع العدد الثامن  ، ومنها : قوله تعالى في سورة التوبة : ” التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ” ، فجاءت الواو مع العدد الثامن.

زر الذهاب إلى الأعلى