Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
على مسئوليتى

د.عزة هيكل تكتب: رمضان و100 وش

د.عزة احمد هيكل

رمضان و100 وش

اهداء من د.عزة هيكل

التعدد والتنوع هما أساس الحياة واللون الواحد يفقد الإنسان متعة التذوق والنظر والتكرار لذات الأفكار والتيمات يخلق نوعاَ من التبلد تجاه اشياء بعينها ذلك مثل ما يسمى فى الاقتصاد سياسة الإغراق لسلعة ما حتى تفقد سعرها وتصبح بلا قيمة لأنه اذا زاد الشيء عن حده انقلب ضده وهذا ما حدث مع دراما رمضان هذا العام سواء على الجانب الدرامى التراجيدى المأسوى أو على الجانب الكوميدى الساخر فقد أغرقت الشاشة بأعمال درامية مأساوية متشابهة فى مضمونها ورسالتها وإن أختلف أبطالها ومخرجها فنجد أن «خيانة عهد» و«البرنس» وجهان لعملة واحدة أو تيمة كراهية الأبناء والاخوة بعضهم لبعض.

مسلسل يسرا يجرى فى الكمبوند وعلى مستوى الطبقة الكريمة العليا ولكنها مليئة بالأحقاد والأمراض والشرور والشذوذ دون وجود مرجعية علمية لما يجرى فقد استعان مخرج مسلسل «عيون» لفؤاد المهندس وسناء جميل وشيرين ويونس شلبى عام 1980 بالدكتور العلامة أحمد عكاشة فى مجال الطب النفسى ليعطى مصداقية لفكرة الاب الذى يحب ابنته، ويتعلق بها مثل عقدة «أنتيجون» والتى تقابل بعقدة «اوديب» فى حب الابن لأمه ولكن فى الأعمال الحالية لا نجد اى مرجعية علمية ومن ثم فأن حجم الكراهية والحقد والغل يصيب المرء المشاهد بالغثيان وإن كان ينقل صورة سلبية للمجتمع المصرى بجميع فئاته وطبقاته إلا أنه يشكل صورة سليبة وسلوك اجتماعى مستهجن ومرفوض دينياَ وعرفياّ وإنسانياّ وبعيد عن الطبيعة المصرية وهو ما حدث أيضاّ فى مسلسل «البرنس» الذى كتبه وأخرجه محمد سامى وكأنه يوسف بك وهبى حوّل رضوان البرنس «محمد رمضان» فى قالب جديد مماثلاً للحمل للوديع المسالم إلى درجة الخنوع والهبل، فيرضى ان يترك حقه ويوقع فى السجن بعد قتل زوجته وابنه واتهامه زوراَ وبهتاناَ بالسرقة ومحاولة قتل زوجته زوجة أخيه تاجرة المخدرات الشهيرة والمرأة اللعوب التى تمارس زنا المحارم مع ياسر أخى «فتحى» زوجها أو «أحمد زاهر» الذى سعد جداً وخرج بأنه قدم أسوأ أنواع الشر والحقد والقذارة بجدارة ودون أى مبرر نفسى أو اجتماعى أو مرضى حتى…

وينتهى المسلسل ليلة العيد بمشاهدة قتل الإخوة وانتحار أحدهم ووفاة الطفلة وصراخ الأمهات وصورة «فتحى» ببدلة الاعدام الحمراء مثله مثل «لما كنا صغيرين» الذى انتهى فى حلقتين وأن الوديعة الظريفة الجميلة ذات الشعر الغجرى الأنيق، قد قتلت بدم بارد والدها وهى شابة صغيرة ثم صديقة عمرها بسكين فى رقبتها ثم وضعت السم فى القهوة لصديق عمرها وأخيراً بذكاء ماهر قتلت الأيقونة والتايكون الكبير رجل الإعلام والمخدرات «سليم» بمنتهى السهولة والذكاء بضربة واحدة وخدعت الشرطة والنيابة و«يس» المحامى الكبير المليونير.. وانتهى المسلسل بمشهد بدلة الإعدام وحبل المشنقة ودموع الجلسرين للجميلة «ريهام حجاج»… ولن أذكر مسلسل «الاختيار» الذى أوجع وأدمى قلوب المصريين صغاراَ وكباراَ ونحن نشاهد صوراَ درامية وأخرى حية عن زينة شباب مصر وجنودها وأسودها وهم يقتلون على ايدى خونة من البدو ومن اخوان صهيون وهؤلاء المرتزقة باسم الدين بالشباشب أى انهم مجرد أدوات فى أيدى أكبر أجهزة مخابرات إسرائيلية وأمريكية وتركية… وكانت الشاشة فى ليلة العيد كلها بكاء وعويل وصراخ ودماء إلا عمل واحد استطاع وبنجاح ان ينجو من المذبحة وهو «بـ100 وش» لآسر يس و« نيلى كريم» والمبدعة «كاملة أبوذكرى» التى قدمت مجموعة متميزة من الممثلين الجدد والذين سوف يغزون الشاشات والفن فى الأعوام القادمة ورسمت شخصيات عبقرية ومواقف كوميدية غير مسبوقة وإيقاع سريع لنجلاء وسبعبع وحمادة وطبعاَ «عمر وسكر» «شوجر» فى موسيقى وملابس ولقطات جعلت المشاهد يصفق للنصب والنصابين وهذه هى المشكلة حتى إننا تمنينا ألا يقبض البوليس على المجرمين… وتنتهى الحدوتة برقصة بديعة تعبر عن نوع من التنوع الثقافى فى ملابس غجر وموسيقى مصرية ومهنة التماثيل الحية تحت وقع الثلج فى أوروبا… النهاية مبهجة ولكن الرسالة خاطئة… ما بين القتل والدم وما بين الضحك والبهجة… ضاعت الرسالة والمعنى والقيم…!!

زر الذهاب إلى الأعلى