Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
على مسئوليتى

د.عزة احمد هيكل تكتب: علمنا كورونا

الدروس القاسية التى تعلمها العالم من أزمة وجائحة هذا الفيروس القاتل «كورونا» سوف تغير وجه الكرة الأرضية عاجلاً أم آجلاً، ولن تعود الحياة إلى سابق عهدها كما ألفناها وعهدناها، قد نفرح أكثر بأقل الأشياء ونحمد الله على نعم قد تعودنا عليها، ونقدر حياة لم نكن نعلم قيمتها.. العالم المتوحش فى الرأسمالية والاستغلال والاستعمار بأشكال وصور مختلفة هذا العالم على وشك الانهيار والتغير السريع وقيمة الإنسان البسيط أصبحت على المحك أمام الجشع والتوحش فى مجال السياسة والعلم والاقتصاد، لذا إن الانتفاضة التى حدثت من أجل قتل «جورج فلويد» الأمريكى الإفريقى الأصل ليست إلا بداية انفجار عالمى ودولى لشعوب عدة وأناس مقهورة فى أوروبا وأمريكا وإفريقيا وآسيا… كورونا أسقط الآتى:

  • أسقط الأكذوبة العالمية الإعلامية عن تفوق الغرب وامتلاكه أدوات التكنولوجيا العالمية وقدرته على قهر المستحيل والوصول إلى الفضاء واقتحام المجهول، فلقد عجز ذلك العالم المدعى التقدم أمام الفيروس الضئيل جداً ومرت أيام وشهور ولم يظهر لقاح فعال ودواء حقيقى يوقف نزيف الدماء والموتى فى شتى أرجاء المعمورة وحتى تاريخه مازالت المختبرات العالمية تجرب وتحاول أن تجد علاجاً لفيروس لا يرى بالعين المجردة بينما يدعون أنهم قد وصلوا إلى نجوم جدد فى المجرة!!!
  • سقطت أكذوبة العالم المتقدم الذى يراعى حقوق الإنسان والكبار ويقدر الإنسان ويوفر له العلاج والرعاية والتأمين الصحى الذى يحتاجه، فلقد راح آلاف المسنين ضحية الأنانية والكذب ولم يجدوا من يقدم لهم العلاج والرعاية، أما الفقراء فقد اضطرت حكومات إسبانيا وفرنسا وإيطاليا إلى تأميم المستشفيات لمواجهة الجائحة ولتوفير الأسرة والأجهزة بعد أن رفضت تلك المستشفيات الخاصة المشاركة طواعية فى تقديم العلاج، وهو ما يؤكد أن الرأسمالية لم تفلح فى تلك الدول، حتى أمريكا اشتعلت نيران الثورة الشعبية الهمجية بعد أن ظهرت عنصرية النظام الأمريكى حيال رعاية وعلاج الأمريكيين من أصول غير بيضاء وبشرة سوداء أو صفراء أو خمرية..
  • سقطت أكذوبة الاتحاد الاقتصادى فى بلدان أوروبا التى اجتمعت على عملة اليورو وبرلمان أوروبى واقتصاد متماسك بلا قيود سفر أو ضرائب، فإذا ببريطانيا تخرج من الاتحاد وتكشف الجائحة عن ضعف وهشاشة هذا الاتحاد الاقتصادى المزعوم فلقد تصاعدت الخلافات بين إيطاليا والاتحاد وكذلك دول شرق أوروبا التى لم تحظَ بأى رعاية أو دعم، وإنما على كل دولة أن تعيد اقتصادها وفق خطة خاصة بها ومن ثم فتحت إيطاليا حدودها واستعدت لاستقبال السائحين، وكذلك إسبانيا وبريطانيا وفرنسا على وشك فك حظر دخول البلاد للأجانب شريطة أن يمكثوا فى البيوت لمدة 14 يوماً وهذا يؤكد أن الاتحاد الأوروبى ما هو إلا خدعة كبرى لاستغلال الشعوب والبلدان الأكثر فقراً واحتياجاً وفرض ضرائب وتعريفات جمركية وبنك دولى وصندوق نقد لكل محتاج من دول العالم الثالث والعالم والأوروبى أيضاً.
  • سقطت أكذوبة وبريق نجوم الإعلام والسينما والغناء والكرة التى احتلت المشهد الكونى على مدار أكثر من نصف قرن وتوارى العلماء والأساتذة والمفكرون والباحثون واستشرى بلاء المظاهر والماركات العالمية لتقليد الفنانين والنجوم ودفعت الدول ملايين الدولارات للاعبى كرة ومدربين وملابس وأحذية وتذاكر سينما ومسرح وغناء ومباريات كرة وأغفلت أهمية وقيمة العلم والعلماء الذين هم عمود الحياة ومع الإنفاق المحموم على الأسلحة إذا بالعالم يقف عاجزاً محبوساً محروماً من كل متع الحياة الطبيعية بانتظار مكان فى مستشفى وجهاز تنفس وحبة دواء ونقطة لقاح وممرضة وطبيب ويد تحنو وعناق وأسرة ووظيفة وأمل فى الحياة التى لن تعود كعهدها السابق.
زر الذهاب إلى الأعلى