Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
أزهر

الأزهر ينفي استعانة الطيب بفريق من المتخصص لكتابة كلماته في المناسبات

كتب - محمد علي

نفى المركز الإعلامي بالأزهر الشريف، ما نشر في بعض وسائل الإعلام عن استعانة شيخ الأزهر بفريق متخصص لكتابة كلماته في المناسبات.

وقال الدكتور أحمد بركات، المشرف على المركز الإعلامي بالأزهر الشريف، إن ما تداوله أحد الإعلاميين من استعانة شيخ الأزهر بفريق متخصص لكتابة كلمته التي ألقاها بمناسبة الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، هو كلام عار تمامًا من الصحة.

وأضاف أحمد بركات، في منشور عبر صفحته على فيس بوك، أن فضيلة الإمام الأكبر يحرص على كتابة كل كلماته وأحاديثه بنفسه دون تدخل من أحد وبمنهجية علمية ثابتة ودقيقة، وهو ما يجعل من كلمات فضيلته مرجعًا للباحثين والمتخصصين في العلوم الشرعية والعربية في مصر والعالم.

 

كلمة شيخ الأزهر في الاحتفال بالمولد النبوي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمدٍ وعلى آله وصَحبِه.
الرئيس/ عبد الفتاح السيسي- رئيس جمهورية مصر العربية (حفظه الله وأعانه)!
االحــفل الكــريم!
السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد؛
فإنَّه ليُسعدني أنْ أتقدَّمَ إليكم -سيادةَ الرئيس!- ولشعب مصر الكريم، ولأمتَيْنا العربيَّة والإسلاميَّة: شُعوبًا وحُكَّامًا – بأصدق التهاني وأطيبها، في ذكرى مولد رسول الإنسانية، ورحمةِ الله للعالمين، سيدنا محمد، صلواتُ الله وسلامُه عليه، وعلى إخوانِه من الأنبياء والمرسلين.
هذه الذكرى التي تَهِلُّ علينا مُتعانقةً مع ذكرى مَلحمة نصر أكتوبر من عام 1973م، تلكم الملحمةُ المصريةُ الخالدة، التي ملأتنا ولا تزالُ تملؤنا، بمشاعر الفَخارِ والزَّهو والعِزَّة، والاعتزازِ بجيشِ مصرَ العظيم، الذي فاجأ العالَم بما لم يَكُن في حُسبانِه من نصرٍ كاسحٍ أذهَلَ المعتدين وحطَّم أساطيرَهم، وردَّهم على أعقابهم خاسرين..
.. .. ..
أيهـا الحـفل الكــريم!
إنَّ احتفالنا بمولدِ خاتم الأنبياء والمرسلين ليس احتفالًا بعظيمٍ من العظماء، مِمَّن يَتوقَّف التاريخ عند أدوارهم قليلًا أو كثيرًا، ثم ما يلبث أنْ يَرُوح ويتركهم.
بل هو احتفالٌ من نوعٍ آخَر مختلف، إنَّه احتفالٌ بالنبوَّة والوحي الإلهي وسفارة السماء إلى الأرض، والكمالِ الإنسانيِّ في أرفع درجاته وأعلى مَنازله، والعظمة في أرقى مظاهرها وتجلِّياتها.. إنه احتفال بالتشبُّه بأخلاق الله تعالى قَدْرَ ما تُطيقه الطبيعةُ البشريَّة، وقد تمثَّل كلُّ ذلك في طبائع الأنبياء والمرسَلين، الذين عصَمَهم الله من الانحراف، وحرَسَ سلوكَهم من ضلالات النَّفس وغوايات الشياطين، وفَطَرَ ظاهرَهم وباطنَهم على الحقِّ والخير والرحمة، وقد بلَغ محمد -ﷺ- في هذه المعارجِ المتعالية شَأْوًا بعيدًا، حتى أُطلِق عليه: «الإنسان الكامل» من فَرْطِ ما استوعَبَه استعدادُه الشريف من سموٍّ في الفضائل، وسُموقٍ في الخلُق والأدب الرفيع.
يؤكِّدُ ذلك ما زَخَرت به مُصنَّفاتُ الأخلاق والشمائل المحمدية من أوصافٍ لا يُمكن أن تجتمع لإنسانٍ إلَّا إذا كان من هؤلاء الذين هيَّأهم الله لهذه الأوصاف، وأعدَّهم للتحلِّي بحُلاها.

من هذه الأوصاف الشريفةِ التي يَسرُدها عنه بعضُ أصحابه أنَّه -صلوات الله وسلامه عليه!- لم يكن غليظ الطبع، ولا فاحشًا في قوله وعمله، ولا مُتفحشًا، ولا صَخَّابًا يرفعُ صوتَه في الطُّرقات والأسواق، ولم يكن يَجزي السيئةَ بالسيئة، ولكن يعفو ويصفح.. ما ضرب بيده شيئًا قط، إلَّا أن يُجاهِد في سبيل الله، ولا ضرَب خادمًا ولا امرأةً، وما رُؤِيَ مُنْتقِمًا من مظلمةٍ ظُلِمَها قَطُّ، ما لم تُنتَهك محارمُ اللهِ تعالى، فإذا انتُهكت كان من أشدِّ الناسِ غَضَبًا، وكان يُبَشِّرُ المظلومين الذين لا يستطيعون دفعَ الظلم عن أنفُسِهم، ويُؤكد لهم: «مَا ظُلِمَ عبدٌ مَظلمةً صبَرَ عليْها إلَّا زادَهُ اللهُ عِزًّا»( )، وما خُيِّر هذا النبيُّ الكريم بين أمرين إلَّا اختار أيسرَهما، ما لم يكن إثمًا، وإذا دخل بيته كان بَشَرًا من البشَرِ.. كان يُعظِّمُ النعمة وإن قَلَّت لا يذمُّ منها شيئًا، ويحلب شاته، ويخدم نفسه، وكان يمسك لسانه إلَّا فيما يعنيه، وكان يُكرم كريم كلِّ قوم، ويولِّيه عليهم، يُحذِّر الناس، ويحترس منهم، ويلقاهم من غير أن يطوي على أحدٍ منهم طلاقة وجهه وبشاشته.
وكان يتفقد أصحابه، ويسأل الناس، وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس.. ومَن سأله حاجةً لم يَرُدَّه إلَّا بها، أو بميسور من قولٍ بمعروف، مجلسه مجلسُ عِلْم وحياء وصبر وأمانة، يُوقَّر فيه الكبير، ويُرحم الصغير، ويُقدَّم ذو الحاجة، ويُحفظ حق الغريب.. وقد كساه الله لباسَ الجمال، وألقى عليه محبةً ومهابةً منه.

زر الذهاب إلى الأعلى