يقول الدكتور عبد الناصر محمد الخبير السلوكي والدكتور في فلسفة التربية أن المربي لا يعلم بأن استخدام بعض أساليب العقاب العنيفة لتعديل سلوك الأطفال تأتي بنتيجة عكسية، ودليل على ذلك عندما نسمع المربيين ممن اعتادوا على معاقبة الطفل بالضرب لتعديل سلوكه يقولون أن الطفل اعتاد على ذلك وأصبح لا يؤثر فيه الضرب، ويقوم بعمل نفس السلوك بل أسوأ مما كان عليه.
يستكمل الخبير السلوكى:”باقى أساليب العقاب المتنوعة التي يظن المربي أنها تؤثر في تعديل سلوك الطفل لكنها تؤثر عليه سلبياً وتولد الكراهية لديه تجاه الأم أو الأب، وتجعل العلاقة بينهم علاقة خوف ورعب، وتلغي الحوار والمناقشة بينهم، ويضيع أسلوب التفاهم ومعرفة دوافعهم وحاجاتهم المختلفة”.
يقول عبدالناصر محمد:”يُعد استخدام أساليب عقاب الطفل أدنى المهارات التربوية وأقلها جدوى ونجاحًا، لأنها تعالج ظاهر السلوك وتغفل أصله كما أن نتائج العقاب مؤقتة لا تدوم، ولا تصحح الأفكار ولا تجعل السلوك مستقيمًا”.
اذن فكيف يكون التأديب والتهذيب وتعديل السلوك؟
بقدر حاجة الطفل إلى المحبة والاحترام والثناء والمدح والتعزيز بحاجة إلى التأديب والتهذيب ووضع له ضوابط وقواعد سلوكية في البيت والروضة، وينبغي أن يتكاملا معا، لأننا نلاحظ كتربويين أن البيت يمكن أن يهدم ما تبنيه الروضة، وأن الروضة يمكن أن تهدم ما تبنيه الأسرة، فننصح بالتواصل الدائم بينهما في تربية وتعديل سلوك الطفل.
وهنا السؤال، كيف نستخدم أساليب فعالة وإيجابية لتعديل سلوك الطفل وتأديبه؟
1. التوجيه الإيجابي المرتبط بما تريده من الطفل؛ لأن الفعل الإيجابي يحدث أثراً إيجابياً أكثر من الفعل السلبي.
2. أشــبع حاجات الطفل للمديح والقبول والمحبة والطمأنينة لأنها أفضل وسائل التأديب.
3. هيئ نفسك للتوقعات وكن مستعداً للتعامل مع المشاكل والسلوكيات وحاول وقاية وإحاطة الطفل منها.
4. كن مبتسمـاً مشـجعاً وملاحظاً للإيجابيات وابتعد عن الاستياء والتذمر والنقد المستمر للطفل.
5. لا تعط تفسيرات سطحية جاهزة لسلوك الطفل؛ وحاول فهم دوافع السلوك والرسالة الخفية منه.
6. كن حازماً مع الأطفال دون عنف ولطيفاً معهم من غير تساهل.
7. لا تصرخ ولا تسخر من الطفل لأنها من الأساليب المدمرة لشخصيته.
8. لا تكن آلة لإصدار الأوامر واستعمل لغة الإقناع والحوار مع الطفل.
9. لا تتوقع الاستجابة والطاعة من الطفل بسرعة لأن الاستجابة السلوكية تحتاج لوقت وبرمجة متكررة حتى تصحح سلوك الطفل.
10. لا تتخذ قرارات عقابية سريعة بل تمعن وكن هادئاً تفكر في الحلول والبدائل المناسبة.
11. لا تمارس الأساليب نفسها مع جميع الأطفال لتعديل السلوك؛ فلكل طفل طبيعته وظروفه الخاصة به، ومن ثم استخدم أساليب متنوعة لتعديل السلوك.
12. لا تعاقب أبداً وأنت غاضب متوتر تدخل فقط وأنت هادئ؛ فالتدخل العصبي غالباً ما يعقبه ندم وردود أفعال غير صحيحة.
13. لا تعاقب بالإرغام والقسر على فعل أمور إيجابية حتى لا نربطه سلباً بالأشياء المحبوبة فيتخذ منها موقفاً
