Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
منوعات

الدكتور مشالي..مسيرة عامرة بحب وخدمة الغلابة

كتب - محمد علي

توفي قبل قليل، الدكتور محمد مشالي المعروف بطبيب الغلابة، وذلك بسبب هبوط مفاجئ في الدورة الدموية، ليفارق الحياة عن عمر يناهز (74 عامًا).

ولد “مشالي”، عام 1944 بمركز إيتاي البارود بمحافظة البحيرة، وتخرج من كلية الطب قصر العيني في القاهرة 5 يونيو 1967، وتخصص في الأمراض الباطنة وأمراض الأطفال والحميات، ليعمل في عدد من المراكز والوحدات الطبية بالأرياف التابعة لوزارة الصحة المصرية في محافظات مختلفة.

وفي عام 1975 افتتح “مشالي”، عيادته الخاصة في طنطا بجوار مسجد السيد البدوي، وظل لسنوات طويلة يحدد قيمة كشفه الطبي في عيادته لا تزيد عن 5 جنيهات، وزادت أخيرا لتصل إلى 10 جنيهات، كما كان يرفض الحصول على قيمة الكشف من غير القادرين.

وبجانب عيادته الرئيسية، يمتلك “مشالي” عيادتين أخرتين، إحداهما في قرية محلة روح، والأخرى في قرية شبشير الحصة، وفقًا لما قاله في برنامج “على مسؤوليتي”، المذاع على فضائية صدى البلد.

وفي مداخلة هاتفية له ببرنامج “حضرة المواطن” أكد أنه يعمل في اليوم لمدة 12 ساعة وأكثر في خدمة الغلابة، معتبرًا أن الطب مهنة إنسانية تتسم بالضمير الحي وليست وسيلة لجمع الأموال.

ويقول طبيب الغلابة خلال لقائه بكاميرا برنامج “على مسؤوليتي”، المذاع على فضائية صدى البلد، أن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر كان له دورًا في تغيير حياته، بعدما أصدر قراره بمجانية التعليم.

وأضاف: “نشأت في بيئة متوسطة وخدت الثانوية العامة بتفوق ووالدي أخدني علشان يقدملي في كلية الطب في القاهرة ولقى أن المصاريف هتبقى غالية فقالي يا ابني المصاريف هتبقى غالية ويشاء ربنا في هذا اليوم مساء ويصدر الرئيس جمال عبدالناصر قرارا بمجانية التعليم ولو مكنش القرار ده مكنتش اتعلمت، وأبويا قالي اطلع بقى جري قدم، ولولا هذا القرار كنت زماني شغال في المواصلات أو الأتوبيسات ولما قولتله نفسي أبقى دكتور قالي هجيبلك منين أنتم 6 عيال هصرف عليكم منين”.

“مشالي”، أكد في لقاءاته أيضًا، أنه عاش يعمل بوصية والده له قبل وفاته، حيث أوصاه بمراعاة الغلابة بعدما تخرج من كلية الطب.

ذاع صيت الدكتور محمد مشالي في طنطا بعد مجهوداته لخدمة الفقراء، وتقديرا لجهوده أطلقت محافظة الغربية اسمه على أحد الشوارع في طنطا، إلا أن ظهوره في برنامج قلبي اطمأن خلال شهر رمضان الماضي، كان له أثرًا في معرفة العديدين له، بعدما رفض تلقي أي مساعدات.

الشاب الإماراتي “غيث” الذي يقدم البرنامج قال: “أحيانا نقصد أشخاصا ونقطع مسافات طويلة في الوصول إليهم أملا في إحداث فرق في حياتهم، لكن بعضهم يدهشنا برد فعله كطبيب الغلابة، الذي توجهنا إلى منزله وانتظرناه”.

وقت طويل مر على انتظار “غيث” لطبيب الغلابة، الذي لم يخرج من عيادته إلا بعدما علم بحاجة شخص مريض إليه، ليجد نفسه أمام شاب إماراتي “غيث”، الذي عرض عليه تبرعا بتجهيز عيادة جديدة له في أشهر شوراع طنطا على أحدث طراز، لكن طبيب الغلابة، رفض ذلك طالبا من “غيث” مساعدة الجمعيات الخيرية في المحافظة التي بحاجة للمساعدة أكثر منه، فهو وهب نفسه لخدمة الفقراء، مكتفيا بقبول سماعة طبية كهدية من “غيث”.

وتوفى الطبيب محمد مشالي، والمعروف بطبيب الغلابة، في الساعات الأولى من صباح اليوم بسبب هبوط مفاجئ في الدورة الدموية، وقال عمرو محمد مشالي، الابن الأكبر للطبيب الراحل، إن الوفاة كانت في المنزل، مضيفًا أن الجنازة ستكون في مسقط رأسه في إيتاي البارود، بمنطقة ظهر التمساح عقب صلاة الظهر.

زر الذهاب إلى الأعلى