Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
منوعات

كم لبث سيدنا يونس في بطن الحوت ؟

كتب - محمد علي

عندما التقم الحوت سيدنا  يونس -عليه السلام- في بطنه اعتقد نبي الله أنّه مات، لكنّه حرّك يديه، وساقيه، فتحرّك، فسجد لله -تعالى- شاكرًا له بأن حفظه، ونجّاه، فلم تُكسر له يد، ولا رجل، ولم يصبه مكروه، وبقي في بطن الحوت ثلاثة أيّام، وسمع فيها أصواتًا غريبةً لم يفهمها، فأوحى الله -تعالى- له أنّها تسبيح مخلوقات البحر، فأقبل هو أيضًا يسبّح الله تعالى، قائلًا: “لا إله إلّا أنت، سُبحانك إنّي كنت من الظّالمين”.

بعد شكر الله والسجود له وشكره علي نعمه من قبل نبي الله يونس أمر الله -تعالى- الحوت فقذف به على اليابسة، وأنبتت عليه شجرة يقطين؛ يستظلّ بها، ويأكل من ثمرها، حتى نجا من الوضع شديد الصعوبة الذي عاني منه بعد ان قذفه الحوت في بيئة قاسية جدا .

وعندما خرج نبي الله يونس عليه السلام من فم الحوت وقذف به علي منطقة رملية وجد نفسه مريضا مغموما ..أنبت الله له شجرة من اليقطين “القرع ” حيث أنه كان ملتصقا عليه عوالق البحر من القشريات، و هذه رائحتها تجذب الذباب وهو أمر لا ينطبق علي شجرة اليقطين وورقه هو الشجر الوحيد الذي ينفر الذباب لأنه يصدر “هرمون” تنفر منه الحشرات الطائرة .

قبول الله لتوبة قوم يونس
بعدما تعافى يونس أخبره الله -تعالى- بتوبة قومه وقبوله لها، وقد أمره الله -تعالى- بالعودة إليهم هاديًا وموجّهًا، فنفّذ يونس أمر ربه وعاد إليهم، وأنعم الله عليهم من خيره وفضله، وعاشوا مع نبيهم مهتدين سائرين على صراط ربهم المستقيم، وبقوا على ذلك الحال إلى أن انحرفوا عن الصراط المستقيم فبعث الله عليهم العذاب ودمّر عليهم مدينتهم.

معنى دعاء يونس
كلمة الدعاء في القرآن الكريم يُقصد بها أحد معنيين؛ إمّا دعاء العبادة وإمّا دعاء الطلب، وفي قول يونس -عليه السلام-: “لا إله إلّا أنت” فيه إقرارٌ بوحدانية الله -تعالى- فهو واحدٌ لا ثاني له، كما لا يستحق أحدٌ غيره العبادة، والله وحده المستحق للخضوع والذل، وقول يونس: “إنّي كنت من الظالمين” اعترافٌ بالذنب والتقصير ووصف السائل لحال نفسه بأنّه ظالمٌ، وهذا الوصف المناسب في مقام المناجاة، كما أنّه أدبٌ في الخطاب مع المسؤول، أمّا قوله: “سبحانك” ففيه ترفيعٌ لله -تعالى- عن الظلم، ولذلك فإنّ من الآداب المتعلقة بالدعاء وطلب الحاجات من الله الاعتراف والإقرار بعدله وإحسانه على عباده أولًا، إذ إنّ من غير الممكن أن يظلم الله -تعالى- أحدًا من خلقه، كما أنّ في دعاء يونس -عليه السلام- لربه تسبيحٌ وتهليلٌ له، وفي فضل ذلك رُوي عن النبي -عليه الصلاة والسلام-: (أَحَبُّ الكَلامِ إلى اللهِ أرْبَعٌ: سُبْحانَ اللهِ، والْحَمْدُ لِلَّهِ، ولا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، واللَّهُ أكْبَرُ)، والتسبيح ينفي النقص والسوء، ويثبت الكمال والحُسن، والتهليل فيه غاية الإجلال لله والإكرام له، كما أنّ التسبيح يقترن به التحميد، والتهليل يقرن به التكبير، وذلك كلّه يتضمّن كمال المدح والثناء لله -تعالى- ببيان معاني أسمائه وصفاته العليا.

زر الذهاب إلى الأعلى