بعد ظهور نتيجة الصف الثالث الإعدادي، كثيراً ما يقع ولي الأمر والطالب في حيرة شديدة، بسبب عدم قدرتهم على اختيار ما يناسب قدراته وبين ما يحتاجه سوق العمل، وعلى أساس ذلك يمكن أن يلتحق الطالب بتخصص لا يحقق منه نتيجة مرجوة، لذلك حرصت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، على وضع كتيب إرشادي للطلاب يعرفهم احتياجات سوق العمل بعد المرحلة الإعدادية، وهو ما أشاد به تربويون، مؤكدين أنه خطوة إيجابية في التعليم قبل الجامعي، موضحين آليات وضع الكتيب.
في البداية، أشادت الدكتورة فايزة أحمد، أستاذ المناهج وطرق التدريس بجامعة عين شمس، بكتيب «وظائف المستقبل»: «خطوة جيدة خاصة أن أغلب مشكلاتنا في الوقت الحالي تتمثل في كون الطالب غير واعٍ بالتخصصات الجديدة التي يحتاجها المجتمع»، موضحة أن الفكرة تأتي في إطار دمج التعليم الخدمي في التدريس: «يعني تطويع المناهج التعليمية بحيث تكون مرتبطة بسوق العمل وتفيد الطالب وولي الأمر».
وأضافت «فايزة» أن الكتيب يجب أن يشمل تنوعا في المضمون بحسب تنوع البيئات ويساعد الطالب على كيفية حل المشكلة والتعامل معها، موضحة أنه يمكن تخصيص الجانب العملي للكتيب في تكليف الطلاب بعمل مشروع خدمي لتنفيذ فكرة التعليم بالمشروعات، مطالبة بضرورة تخصيص وحدة في كل منهج دراسي عن الوظائف وفق طبيعة المنهج سواء اللغة العربية أو اللغة الإنجليزية أو الدراسات الاجتماعية والعلوم.
وتابعت أستاذ المناهج وطرق التدريس، أنه هناك ضرورة مُلحة لدمج الأنشطة التفاعلية في المناهج وهو ما بدأت فيه وزارة التربية والتعليم خاصة بمناهج الصف الرابع الابتدائي، وحالياً سعي الوزارة لوضع كتيب وظائف المستقبل، مسترشدة بمثال المناهج الألمانية لأنها موظفة لخدمة المجتمع الألماني وهو ما يساعد في تخريج طالب لديه وعي بالوظائف التي تحتاجها محافظته.
أخبار تهمك:
•• للطلبة.. خطوات تحرير استمارة التقدم لامتحانات الشهادة الإعدادية
•• لجميع المراحل… تعرف على ترددات قنوات «مدرستنا»
وشددت الدكتورة فايزة أحمد، على ضرورة تدريب المعلمين جيداً على كيفية تدريس هذه المناهج، وتوعية أولياء الأمور بأهميتها وكيفية الاستفادة منها، موضحة أن التكنولوجيا في الوقت الحالي ساعدت على إتاحة فرصة تدريب المعلمين في أي وقت وأي مكان.
من جانبها، ترى مرفت عويس، خبيرة تربوية، أن مجرد تفكير وزارة التربية والتعليم في وضع كتيب عن وظائف المستقبل هو أمر جيد للغاية وله آثار إيجابية على الطالب وولي أمره، موضحة أن المنهج يعمل على تأهيل الطالب لسوق العمل وكيفية اختياره لمهنة تناسب قدراته وعلى أساسه أيضاً يختار الطالب نوع التعليم المناسب له بعد المرحلة الإعدادية سواء تعليم ثانوي عام أو فني أو مدارس في تخصصات أخرى مختلفة مثل مدراس التكنولوجيا التطبيقية.
وأضافت «عويس» أن هناك مجموعة من الشروط التي يجب أن تحققها وزارة التربية والتعليم عند وضع المنهج والتي تتمثل في ألا يكون في صورة مقرر دراسي يتم الامتحان فيه ويشمل صورا وأنشطة مختلفة، مشددة على ضرورة تعزيز احترام المهن لدى الطلاب ويجب شرح آلية تأهيلهم لسوق العمل بشكل جيد.
وتابعت الخبيرة التربوية، أن المجتمع المصري في الوقت الحالي يفتقد لاحترام المهن المختلفة وهو ما يجب أن يصححه كتيب «وظائف المستقبل»، موضحة أن الكتيب سيسهم في تعريف الطلاب بتحديات المستقبل والمهارات المطلوبة للمهن المختلفة، بالإضافة إلى الاطلاع على مناهج جديدة خلقت في المجتمع بسبب التكنولوجيا الراهنة.
يذكر أن الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، أكد أن كتيب «وظائف المستقبل» هو مجرد كتيب وليس منهجاً جديداً، موضحاً أنه يهدف إلى تعريف الطلاب بالوظائف الجديدة بل اتخاذ قرار بعد انتهاء مرحلة التعليم الإعدادي.
