قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن الكتاب المقصود في الآية الكريمة «وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ٱلْكِتَٰبَ بِٱلْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ ٱلْكِتَٰبِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَٱحْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ ۖ» لا يعتبر مفردا، فكلمة الكتاب جاءت عامة تعني الشمول والعموم وليس كتابا بعينه.
تفاصيل استعدادات المناطق الأزهرية لامتحانات الثانوية
وأوضح «الطيب» خلال استضافته ببرنامج «حديث الإمام الطيب»، المذاع على فضائية «الحياة»، أن الحديث الشريف «أُمِرْتُ أَن أُقاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَن لا إِلهَ إِلاَّ اللَّه وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، ويُقِيمُوا الصَّلاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ، فَإِذا فَعَلوا ذلكَ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وأَمْوَالَهم إِلاَّ بحَقِّ الإِسلامِ، وحِسابُهُمْ عَلى اللَّهِ» يفهمه البعض بشكل خاطئ على أن الإسلام يريد أن يقاتل الناس جميعا كي يدخلوا الإسلام على عكس الحقيقة، ونشأ ذلك من عدم ملاحظة البعض الألف واللام في كلمة الناس، فقد وردت في أكثر من موضع لتدل على شيء ومرة على شيء مختلف، وتأتي هنا كلمة الناس بشكل قاصر على مجموعة محددة، وأساء البعض فهمها.
وأشار «الطيب» إلى أن القرآن أسمى المشركين «ناس» والمنافقين «ناس» في قوله تعالي: «الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ»، واستعمل القرآن كلمة «ناس» على مجموعة صغيرة، ولو كانت حيثما وردت تُطلق على جميع الناس يتخلف القرآن عن الصدق، والألف واللام قد تكون للجنس أو للعهد.
وأكد شيخ الأزهر الشريف، أن النبي صلى الله عليه وسلم لما يؤمر أن يقاتل كل الناس بل فئة معينة من المعهودين، ولا تنطبق كلمة الناس على جميع الناس بل فئة محددة.
