Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
منوعات

تاريخ المسجد الأقصى

محمد صبرى

المسجد الأقصى ذلك المسجد العريق أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وهو أحد أكبر المساجد الإسلامية في العالم.

والاسم الأصلي له هو بيت المقدس حيث أشار النبي صلى الله عليه وسلم لذلك في عدة أحاديث بذكره لـ “بيت المقدس” وعندما ذكر بداية بناءه بعد البيت الحرام.

أما اسم الأقصى فقد تم ذكره في القرآن الكريم في سورة الإسراء عند الاشارة لرحلة الاسراء والمعراج الشهيرة في الإسلام ، وأطلق العرب القدماء اسم الأقصى على المسجد لأنه أقصى _أبعد_ من المسجد الحرام بالنسبة لهم فبدأت شهرته باسم المسجد الأقصى.

وقد كانت مدينة بيت المقدس – الحاضنة للمسجد الأقصى – محل تقديس من كل الأنبياء الذين سكنوها أو دخلوها فعلى لسان موسى عليه السلام يقول لقومه كما ورد في القرآن الكريم “يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم خاسرين”

تلك المدينة العريقة التي لها مكانة كبيرة في نفوس المسلمين خاصة وأصحاب الديانات السماوية عامة.

ومن ثم كان الاهتمام بالمسجد هو من أولويات بعض الأنبياء الذين وطأت أقدامهم تلك المدينة العريقةوسنعرض هنا تسلسل زمني لتاريخ المسجد الأقصى– بيت المقدس -منذ بدايته وحتى عهد الأمويين

فقبل نزول أدم عليه السلام للأرض قامت الملائكة ببناء بيت المقدس”المسجد الأقصى” بعد أن انتهوا من وضع البيت الحرام بـ 40 سنة –كما ذكر السيوطي ، ابن الجوزي.

وفي رواية أخرى بعد أن أتم آدم عليه السلام بناء البيت الحرام عقب نزوله الأرض أمره جبريل عليه السلام بالمسير إلى موضع بيت المقدس لتخطيطه وبناءه– كما ذكر السيوطي والطبري وابن الجوزي.

وفي عهد إبراهيم عليه السلام قام ببناء قبة خاصة بالمسجد الأقصى بعد أن عاد إلى أرض كنعان من رحلته لمصر -كما ذكر ابن كثير  في كتاب البداية والنهاية.

أما في عهد اسحاق عليه السلام فقد استمر الاهتمام بالمسجد كما ذكر ابن كثير في كتاب البداية والنهاية.

وخلال عهد النبي يعقوب عليه السلام كان هناك خلافاً دب بينه وبين أخيهفنذر نذراً ان انتهى هذا الخلاف سيقوم ببناء لله ، فلما تم الصلح بينهما أوفى بنذره ببناء مذبحاً لله أسماه “بيت إيل” -إيل بالعبرانية تعني الله – وهذا البناء عند المسجد الأقصى وضمه إلى تخطيط المسجد وهذه الواقعة مذكورة في العهد القديم وعند ابن كثير.

وفي عهد داوود وسليمان عليهما السلام تم اعادة بناء المسجد مرة أخرى بعدما أصابه الخراب حيث أمر سليمان عليه السلام الجن ببناء المسجد وتم تغطية جدرانه بالذهب والفضة وكان بناءاً عظيماً –كما ذكر ابن كثير في البداية والنهاية ، الطبري في تاريخ الرسل والملوك-.

وهنا نتوقف عند اللغط المثار حول علاقة المسجد الأقصى بهيكل سليمان

أولاً قصة ذلك الهيكل تعود إلى عهد داوود عليه السلام قبيل قيام مملكة إسرائيلوالتي قامت داخل مدينة بيت المقدس -بعد أن دخلها بنو إسرائيل على يد نبيهم يوشع بن نون-حيث كان هناك تابوت مع بني إسرائيل به بقية مما ترك آل موسى وآل هارون كما ذكر القرأن الكريم وبعد أن تولى أمرهم داوود أمر بإنشاء هيكلاً لوضع التابوت المقدس به ولكنه مات قبل اتمامه ، ولما تولى سليمان أمر المملكة قام بإتمام بناء الهيكل وكان موقعه داخل مدينة بيت المقدس في جهة مقابلة للمسجد.

ثانياً بعد عهد سليمان عليه السلام دخلت المملكة تحت إمرة الفرس الذين إقتحموها خلال فترة السبي البابلي المشهورة أثناء حكم “بُختنصر” المعروف في العديد من المصادر بإسم “نبوخذ نصر” ، فقام بتدمير المملكة تدميراً شديداً أصاب أغلب مبانيها خاصة الهيكل المقدس” هيكل سليمان”.

ثالثاً بعد محنة السبي البابلي التي مر بها بنو إسرائيل تولى أمر الفرس حاكم يدعى “قورش” الذي عفا عن بني إسرائيل وأعادهم إلى مملكتهم وطلب نبيهم “أرميا”من “قورش” إعادة إعمار المدينة وتم الإعمار بالفعل -كما ذكرت التوراة ، الطبري في تاريخ الرسل والملوك-.في عهد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم: كانت مدينة بيت المقدس هي مسراه لأن تلك المدينة كانت معدن معظم الأنبياء من بعد إبراهيم عليه السلام لذلك جمعهم الله في هذا المكان ليلة الإسراء فصلى بهم الرسول في بيت المقدس قبل معراجه إلى السماء من فوق صخرة إنطلق منها إلى السماوات العلى كما ذكرت السيرة النبوية والإشارة في آيات القرآن الكريم.في عهد عمر بن الخطاب: تم الفتح الإسلامي لمدينة القدس حوالي عام ( 15هـ – 636م ) وقام عمر ببناء مسجد خاص به داخل أسوار المدينة.

في عهد الأمويين: خلال فترة خلافة عبد الملك بن مروان بدأ الإهتمام بالمدينة ، حيث أعاد بناء أسوارها وأقام المصلى المرواني داخل تخطيط المسجد ، واستكمل الخليفة عبد الوليد بن عبد الملك –ابنه- الإهتمام بالمدينة فقام ببناء المسجد المعروف بقبة الصخرة عند موضع الصخرة التي عرج منها الرسول صلى الله عليه وسلم إلى السماء وقد وفر لبناء ذلك المسجد خراج مصر –ضرائب مصر من الزراعة- لمدة سبع سنوات فأتم بنائه على أكمل وجه واستمر الإهتمام بالمدينة وتعددت زيارات الخلفاء الأمويين لقيمة تلك المدينة المقدسة عندهم.

قائمة بالمصادر : البداية والنهاية –ابن كثير- ، تاريخ الرسل والملوك –الطبري- ، السير والمغازي –محمد بن اسحاق- ، العهد القديم “التوراة” ، تاريخ السيوطي.

*مدرس وباحث بمدرسة القادة للغات

زر الذهاب إلى الأعلى