Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
على مسئوليتى

إيمان حافظ تكتب: التعليم وتحديات التكنولوجيا الحديثة

مازالت أزمة التعليم والتعلم هى الشغل الشاغل لكل مصرى وطنى محب لبلده بعدما أصبح العلم مثل الوجبة السريعة التي لا تغنى عن جوع، للأسف نحن أصبحنا لا نجد حتى وقت ليس فقط للغذاء الصحى ولكننا ايضا نفتقد الغذاء الروحى والعقلى … غذاء الفكر

أصابتنا دوامات التكنولوجيا المتسارعة التطور فى مجتمعاتنا النامية بلا احتواء على أى مستوى وأصبحنا نعانى انحدار تعليمى ثقافى اخلاقى وطبعا تربوى ، وطغت المادة مما أدى إلى فيضان من السلوكيات الاستهلاكية المريضة فقد طغى الفكر الاستهلاكى علينا و استنزف رصيداً كبيراً من تفكير أغلب المجتمع.

هنا لابد لنا من وقفة صمت لإعادة ترتيب أفكارنا فقد حان وقت الحديث عن أطفال المدارس وعن الطريقة الصحيحة لإخراج جيل قادر علي التعلم والتواصل بالعلم ، يستطيع التكيف وتحويل جميع الوسائل الاستهلاكية حوله إلى أدوات مساعدة نستطيع من خلالها تحقيق الفائدة المنشودة.

فمثلما فرضت وسائل التواصل الاجتماع والتكنولوجيا نفسها على أولادنا كان واجباً حتميا ًعلينا أن نسعى لاستخدام كل طاقاتهم الذهنية والعقلية والجسدية وتطويعها بشكل إيجابى تحفيزى من اجل صناعة المستقبل…

والبداية دوماً بسيطة، “نبدأ من حيث انتهى الآخرون” أى تكون العملية التعليمية هى عملية بحثية تُستخدم فيها كل الأدوات الممكنة بمنهاجية بسيطة تستطيع أن تتعامل مع التمايز فى القدرات العقلية و الإبداعية، نعم أنه الآن يجب علينا أن نطور  العملية التعليمية، أن نطوع كل الادوات المحيطة حتى يستطيع أجيال المستقبل وبروح التحدى الإيجابى  التعامل مع الأدوات المتطورة تقنياً وتكنولوجياً من اجل صناعة المستقبل والوصول إلى علوم لم نكن نحلم حتى أن نتعرف عليها.

أطفال مصر، أحفاد المصريين القدماء صانعو الحضارة التى يعجز العالم حتى الآن عن الوصول إلى أسرار علومها
نعم احفاد المصريين القدماء صانعى الحضارة يستطيعون … نعم يستطيعون أن يتغلبوا علي كل الطلاسم ويستطيعون فك كل الشفرات فالأجيال الجديدة لديها قدرات عقلية وذهنية وجسديةلا حدود لها.

هنا جاء وقت التساؤل الأهم فى هذا المنعطف الذى نعيش فيه، هل هناك طريق ضوء أو مصباح ينير لنا الطريق فيما هو قادم والرد المنطقى والأفضل على هذا التساؤل هو “أن نستخدم الحاضر بروح الماضى حتى ننطلق للمستقبل”.

نعم علينا كأولياء أمور جميعا وكقائمين على العملية التعليمية أن نجعل هذه الأجيال أدوات بناء وليسوا معول هدم ونسير معهم فى كل الطرق لنفتح الأبواب سوياً فهم العلم ونحن الخبرة،  “كى نصنع من الأمس مستقبل الغد”.

لا أفضل التحدث عن الصدفة، دائماً أتحدث عن التجارب الإيجابية التى استطعنا تطبيقها بنجاح على مدار عشرات السنوات تعاملنا خلالها بأدوات ثابتة مثل أدوات العلماء الرحالة الباحثين عن المستقبل، أدوات تفتح آفاق جديدة حولنا.

لا أتحدث عن الطالب الذكي أو الذي يجيد الحفظ، بل أقصد الطالب الذى يأتى مثل الرحالة المستكشف الذي يجيد ابتكار وخلق أدوات مختلفة وهنا لا بد من التأكيد أن هذا لن يحدث إلا اذا تعاملنا مع قدراتنا العقلية والجسدية والانفعالية
بتوافق عضلى وحركى وذهنى للحصول علي المعرفة.

الإنسان هو أول أداة ثرية الامكانيات والقدرات لكننا للأسف لم نصنع من الأدوات إلا ماهو أقل بكثير من إمكانياتنا، فلنبدأ الرحلة، رحلة العلم والاستكشاف وليصيب أياً منا أو يخطئ، إنها رحلة البحث في الكون، في اللانهائيات، فهذه هي القيمة الحقيقية للمعلم الذى يأتى بمثابة اللبنة الأولى فى بناء منظومة التعليم والتعلم، انه القيمة التي لا تعادلها أى قيم اخرى.

 

زر الذهاب إلى الأعلى